90
يلحظ مولاه ويحفظ طريقه، قد استغنى به عن الغلمان والحفظة.
91
وسمع حفيف ثوب ناعم يتسحب على آثار خطا راتبة كأنها توقيع عازف بارع، واستدار «زريق» نحو الطريق، وقد برزت مخالبه وقف لبده، ثم خطا إلى الوراء خطوة يفسح الطريق، والتفت خمارويه ينظر من القادم، وأهلت صبية قد كعب ثدياها وتحير في وجنتيها ماء الشباب، وعلى شفتيها ابتسامة الرضا والأمان، وقالت في صوت ناعم: «السلام على مولاي ورحمة الله.»
وتهلل خمارويه وأجاب باسما: «وعليك السلام، ترى من علمك يا بنية أن تناديني كذلك، إنما أنا مولى الناس ولكنني أبوك، فهلا ناديتني بأحب أسمائي إلي؟»
قالت: «يامولاي ...»
قال: «بل قولي: يا أبه!»
واتخذت «قطر الندى» مجلسها إلى جانب أبيها من الشرفة باسمة، وأطلت تنظر ...
وأخذ عينيها منظر السباع في الميدان تنساب من مرابضها إلى الرحبة تتشمس ويهارش بعضها بعضا، وقد أخذ السواس يلحظونها من وراء القضبان، وراحت طائفة منهم تنظف المرابض وتهيئ لكل سبع وأنثاه غذاءه وشرابه في مربضه ...
وأخذ سبع ضخم من سباع الرحبة يتحبب إلى لبؤة من اللبات قد انفردت عن صاحبها، فما دنا منها حتى اعترضه سبع، وسمعت زأرة قد تفرق صداها في أنحاء الميدان، واجتمعت الآساد ثم افترقت، راحت اللبؤة تمشي إلى جانب أسدها مزهوة ...
صفحه نامشخص