قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
123

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

ناشر

دار الفضيلة،الرياض

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

وبقاءَ الجنَّة والنار وأهلهِما فيهما حصل بإبقاء الله لهما، وليس لهما إلاَّ الفناء لولا إبقاء الله لهما، وقد تقدَّمت الإشارةُ إلى هذا عند قول المؤلِّف: "ليس لأوليَّته ابتداء، ولا لآخريَّته انقضاء". ٣ قوله: "وهي الَّتِي أَهْبَطَ منها آدَمَ نبِيَّه وخلِيفَتَه إلى أَرضِه، بِما سَبَقَ فِي سابِق عِلمِه"، هذا أحدُ أقوال ثلاثة في المراد بالجنَّة التي أُهبط منها آدم إلى الأرض، وهو أظهرُها. والقول الثاني: أنَّها جنَّة في مكان عالٍ من الأرض. والقول الثالث: التوقُّف. وقد ذكر ابن القيم الخلافَ وأدلَّةَ أصحاب القول الأول والثاني، وإجابةَ كلٍّ منهما عمَّا استدلَّ به الآخر، ولَم يُرجِّح شيئًا، وذلك في كتابه حادي الأرواح (ص: ١٦ ٣٢)، وفي قصيدته الميمية ما يدلُّ على ترجيحه القولَ الأول، حيث قال: فحيَّ عل جنَّات عدن فإنَّها ... منازلك الأولَى وفيها المخيَّم ولكنَّنا سَبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلَّم ٤ رؤية المؤمنين ربَّهم بأبصارهم في الدار الآخرة، هي أكبر نعيم يحصل لهم في دار النَّعيم، وقد دلَّ على ذلك الكتاب والسُّنَّة والإجماع، فمن أدلَّة الكتاب قول الله ﷿: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾،وقوله: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ قال الشافعي ﵀: "لَمَّا حُجب هؤلاء في حال السخط، دلَّ على أنَّ المؤمنين يرونه في حال الرِّضَى"، وقوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ الحُسنَى: الجنَّة، والزيادة: النَّظرُ إلى وجه الله ﷿، فسَّرها بذلك رسول الله

1 / 129