171

قالت بضجر: لم أقل لك طلق زوجتك وتبرأ من ذريتك! كثيرون هم الذين يجمعون بين أكثر من زوجة.

فقال بإشفاق: ليس الزواج في مثل ... حالي مما يهون أمره، أو يعرض في حياة الإنسان بلا قيل وقال.

ضحكت ساخرة، ثم قالت: كل الناس يعلمون أنك عشيق وأنت لا تبالي بهم، فكيف تشفق من قيلهم وقالهم عن زواج مشروع إن أردت الزواج ...؟

قال باسما في ارتباك وضيق: قليل من الناس من اطلع على أسراري، إلى أن أهل بيتي هم أبعد الناس عن الشك في أمري.

رفعت حاجبيها المزججين في إنكار، ثم قالت: هذا ظنك، أما الحقيقة فلا يعلمها إلا الله، أي سر يصان ووراءه ألسنة الناس؟

ثم استدركت غاضبة قبل أن يتكلم: أم لعلك لا تراني أهلا للتشرف بالانتساب إليك؟

أستغفر الله، زوج زنوبة العوادة على سن ورمح! - ما قصدت هذا يا زنوبة.

فقالت باستياء: لن تخفي عني حقيقة مشاعرك طويلا، سأعرفها غدا إن لم أعرفها اليوم، فإن كان زواجي يعرك فمع السلامة.

تجيء لتطرده فيطردك. لم تعد تسألها أين كانت ولكنها تخيرك بين الزواج أو الذهاب، ماذا أنت صانع؟ ماذا يبقيك بلا حراك؟ إنه القلب الخائن، إن نزع عظامك من لحمك أهون من هجر هذه العوادة، أليس من المحزن ألا تبتلى بهذا الحب الأعمى إلا على كبر؟

تساءل في عتاب: أهذا هو قدري عندك؟ - لا قدر عندي لمن يأنف مني كأني بصقة معدية!

صفحه نامشخص