============================================================
الله الاسم المجرد قال: "لأ يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حشى أحبه فإذا أحبته كنت سمعه الذي يسمع به"(1) الحديث وإذا امتلا القلب بالتوحيد كان عرشيا، وتنزهت عن أوصاف البشرية ذاته. وشرفت في الملا الأعلى صفاته. وعلت وسمت في الملا الأسفل معرفته، واكتملت بنور اسم الذات بصيرته، وعظمت ما عظم العرش على المخلوقات منزلته، وتخلق بأخلاق الله.
وتصير الأسماء الحسنى وصفه وصفته(2). وصار محققا مستبصرا فانيا في شهود المذكور عن ذكره. مرددا رحمته لالخلق. داعيأ إلى الحق بالحق. كما روى عن الله تعالى أنه قال: "لا يسعنى عرشى ولا كرسى ولا سماى ووسعنى قلب عبدى" معنى يسعه توحيدا وإيمانا وعلما ومعرفة وإيقانا (1) أخرجه البخارى عن أبى هريرة ، رضى الله عنه.
(2) أسماء الله الحسنى وصفاته العليا لا يمكن أن تصرف على إطلاتها إلا لله عز وجل، إذ كيف يكون العبد المخلوق قدوسا ورحمانا وقهارا وقيوما؟! وإنما يمكن أن تقول فلان رحيم ورعوف بأهل بيته، وتقول: فلان حى، لكن حياته بين عدمين وهكذا.
صفحه ۱۳۱