============================================================
الفانسون (الطريق في الجملة علم وعمل وموهبة) فأما العلم فثلاث: أولها علم أصول الدين، وهو تصحيح العقيدة، على طريقة أهل السنة رضوان الله عليهم، اما بالنظر إن أمكن وهو الأكمل، ويكفي الجملي، وإما بالتقليد.
الثانية علم الفقه، بأن يعرف ما يلزمه في خاصة نفسه، من العبادات وأحكامها، ومن معاملة يتعاطاها أخذا من الكتاب والسنة، وسائر أدلة الشريعة، إن كانت له أهلية، أو من أفواه الفقهاء، الذين هم أهل القدوة، ثم كلما نزلت به ثازلة لا يعرف حكمها، نظر فيها او سال عنها .
الثالثة علم الباطن، بأن يعرف ما يلزمه في توجهه، من الاخلاص والاتصاف بمحامد الصفات، والتخلي عن مذامها، وما يتبع ذلك من الآداب في كل حركة وسكون، وقول وفعل، ونية واعتقاد، وهي كثيرة حتى قال ابو حنص1 : "التصوف كله آداب، لكل وقست أدب، ولكل حال أدب، ولكل مقام ادب، فمن لزم آداب الأوقات بلغ مبلغ الرجال، ومن ضيع الآداب فهو بعيد من حيث يظن القرب، ومردود من حيث يظن القبول، انتهى وقسال أبو علي2: "ترك الأدب يوجب الطرد، فمن اساء الأدب على البساط رد إلى الباب، ومن أساء الأدب على الباب، رد إلى سياسة الدواب" انتهى وهذا القسم الثالث يؤخذ من الكتاب والسنة، ومعظمه في شعب الإيمان من كتب أئمة الطريق، ومن أفواه المؤدبين وحركاتهم وسيرهم، ومن ثم يحتاج من طلب ذروة الكمال إلى صحبة مؤدب، وهو شيخ ناصح، أو آخ صالح.
1- هو آبو حفص عمر النيسابوري (670/00ه)، أحد الأخيار الصالحين، والزهاد المعروفين بالعلم والتقى، من إحدى القرى المتاحمة لمدينة نيسابور على طريق بخارى. دائرة المعارف/2: 268 2هو أبو علي بن عاصم، وهو أحمد بن عاصم الأنطاكي الزاهد، من طبقة بشر الحافي، والحارث المحاسي، وكان أبو سليمان الداراني يسميه حاسوس القلوب لحدة فراسته. دائرة المعارف/2: 268
صفحه ۲۰۱