============================================================
القاتسون في الذهن، ولذا صح الحكم عليه، وقولتا العدم المطلق لا ثبوت له بوجه من الوجوه صحيح، وهذا الحكم واقع على مصدوق هذا المفهوم، كما هو شأن الحمل1، أما هذا المفهوم فثابت متصور، وهو معنى المحمول.
الثاني: أنه يستدعي تميز المعدوم عن الموجود2 بماهية، وإلا لم تصح المقابلة، وإذا 13 كانت له ماهية فلابد من صحة سلبها (يوما، وذلك السلب يكون مضافا للعدم المطلق، فيكون قسما منه لأنه أخص، لكنه ايضا قسيم، لأنه مقابل وهو تهافت.
والجواب أن هذا السلب3 من حيث ذاته الاضافية، قسم من مطلق العدم، ومن حيث مفهومه قسيم، ولا استحالةه في ذلك، وهذا كما تقول المفرد جزء من المركب3 من حيث ذاته، وهو مقابل له من حيث الحقيقة.
الثالث: أن قولنا إما أن يكون أو لا يكون، ومعناه إما موجود أو لا، أما أن يكون الوجود فيه محمولا حمل مواطاة، كما في قولنا الإنسان حيوان، أو حمل اشتقاق، كما في قولنا الإنسان كاتب، والجسم أسود، وعلى الأول إما أن يعتبر الوجود نفس الموجود، فلا - حمل الشيء إلحاقه: إلحاقه به في حكمه، أو هو نسبة أمر إلى آحر إيجابا أو سلبا، فاذا حكمنا بشيء فقلنا مثلا: إن الإنسان حيوان، فالمحكوم به يقال له للوضوع، وليس من شرط المحمول، أن يكون معناه معنى ما حمل عليه. المعحم الفلسفي/1: 498.
2- الموجود هو الثابت في الذهن أو في الخارج، وهو من المعاني الأولية، أو البديهية الي يصعب تعريفها. المعحم الفلسفي/2: 442.
ك- ورد في ج: الشافي.
4 هي التحول من حالة إلى أخرى، وهي عند أرسطو تغير في الكيف، أي صيرورة الشيء شيئا آحر، وتستعمل في نظرية المعرفة بمعنى التبدل في الأعراض، لا في الجواهر، وفي العلم بمعنى الاتتقال في حالة سوية إلى حالة شاذة. المعحم الفلسفي/1: 65.
5- هو المؤلف من أحزاء كثيرة، ويقابله البسيط كالجسم فإنه إن كان مؤلفا من أحزاء كثيرة كسان مركبا، وإذا لم يكن كذلك كان بسيطا. المعحم الفلسفي/2: 326.
صفحه ۱۳۰