============================================================
القانسون 306 الجنان ورضى الرحمن. قال ابن عطاء الله1 في "التنوير": "العلم النافع هو الذي يستعان به على طاعة الله، ويلزمك المخافة من الله، والوقوف على حدود الله، وهو علم المعرفة بالله، ويشمل ذلك العلم با لله، والعلم بما به أمرالله، إذا كان تعلمه لله تعالى". انتهى قلت: ويلتحق به ما يستمان به فيه، فالعلوم كلها في الجملة لها مدخل في هذا، بشرط صحة القصد، وهو القيام بوظائف العبودية، والاستعانة علسى ذلك والتوصل إليه، وبشرط عدم الخطا في الترتيب، وهو أن لا يقدم شيء على ما هو أهم منه في الوقت، فعلم بهذا أن كل ما ذكر أولا من فضل العلم، وحصول الشواب العظيم عنه، ونيل الدرجات الرفيمة به، إنما هو العلم الثافع، وهو علم الأبرار المتقين الأخيار، القاصدين به وجه الله الله تعالى، وطلب الزلفى لديه، لا من يقصده2 بسوء نية، ولأفراض دنيوية، من طلب المال والجاه، أو لقصد المكابرة والمماراة.
ويقال إنه لما بلغ علماء ما وراء النهر، بناء المدارس ببغداد، أقاموا مأتما للعلم، وقالوا: "كان الذين يشتغلون به هم أرباب الهمم فينتفع بهم، فأما إذا كانت له أجرة فإنه يتسارع إليه الأخساء، فيكون ذلك سببا لارتفاهه".
وعن النبي : (من طلب العلم ليماري به السفهاء وليباهي بسه العلماء أو ليصرف به وجوة الناس إليه أذخله الله الثان3، وعنه: (من تعلم علما لغير الله أؤ أراد به غير 1 - هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم أبو الفضل تاج الدين المعروف باين عطاء الله الاسكندري، المتصوف الشاذلي (ت: 709 ه)، المالكى المذهب. أخذ عن أبي العباس المرسي. والتنوير المذكور في النص هو كتاب "التتوير في إسقاط التدبير1. الدياج: 70 - شحرة النور: 204.
وره في ج: يطلبه.
3- أخرحه ابن ماحة في كتاب المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به. والدارمي في كتاب المقدمة، باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله.
صفحه ۳۰۶