============================================================
القالون اما من جعل الحكم إدراكا، وهو أنه إذمان النفس وقبولها1 لوقوع النسبة2 او لا وقوعها، فالواجب أن يقال3. العلم إن كان إدراكا للنسبة الحكمية فتصديق، والا فتصور، ويصح على هذا أن يعتبر التصديق هو الحكم نفسه، والتصورات الثلاث شرط فيه، وأن يعتبر هو المجموع، ولا يصح أن يكون هو التصور المقرون بالحكم على ما في الأول، وإلا كان التقسيم غير حاصر، لخروج الحكم فافهم.
الفصل الثالث: (انقسام العلم إلى قديم وحادث والحادث إلى ضروري ونظري وتصوري وتصديقي) العلم إما قديم4 واما حادث، الأول علم الله تعالى، والصحيح أنه صفة وجودية قائمة بذاته تعالى، واحدة متعلقة بكل معلوم، موجود ومعدوم، قديمة بقدم ذاته، باقية ببقائها، مخالفة لعلمنا، كسائر صفاته6 تعالى، موجبة له تعالى كونه عالما.
والثاني علم الحادث، وينقسم سواء كان تصورا أو تصديقا إلى ضروري ونظري. وقد يقال ضروري وكسبي، أو بديهي وكسبي آما الضروري فيفسر بما يحصل للنفس بلا اختيار، ويقابله الكسبي، وهو العلم الحاصل عن كسب العبد استدلال أو غيره، كالتصفية 1- ورد في ج: بقبوها.
2 - النسبة عند الفلاسفة هي: إيقاع التعلق بين الشيئين، وهي أحد مفاهيم العقل الأساسية، وقد تكون نسبة توافق أو تشابه، أو ثائل أو تعلق. المعحم الفلسفي/2: 464.
3 ورد في ح: يقول.
4 - القديم في اللغة ما مضى على وجوده زمان طويل، ويطلق في الفلسفة العربية على الموحود الذي ليس لوحوده ابتداء ويرادفه الأول. المعحم الفلسفي/2: 189.
5 - هو ما يكون مسبوقا بالعدم، ويسمى حادثا زمانيا. المعحم الفلسفي/1: 433.
ك ورد في ج: صفته.
صفحه ۱۱۹