============================================================
القالسون (وجه الاعتقاد الصحيح في الأمور الطبيعيات) تنبيه: وقد فرغتا من الأمور الطبيعيات، على وجه الاختصار، وأنت ترى في خلالها انفعال شيء عن شيء، على ما هو إعتقاد الطبائعيين الضالين المضلين، فإياك وأن تعتقد شيئا من ذلك على ظاهره، فتنسب أثرا ما في شيء ما لغير الله تعالى، كلا وانما الآثار كلها لله تعالى، فلا يصدر شيء في الوجود إلا وقد تعلقت به القدرة الأزلية، والمشيئة الشافذة، والعلم المحيط والأسباب المتقارية أسباب عادية، يكون الفعل من الله تعالى عندها لا بها، فمن أسند إليها فعلا فقد أشرك مع الله غيره، تعالى عن ذلك، ومن ألغاها رأسا فهو جاهل بحكمة الله تعالى، وبديع صنعته.
ومثل هذا الحديث في العقاقير الآتية، قالله تعالى ببارع حكمته، قد اختص بعض الموجود، بما لم يختص به غيره، من وجود أثر عنده أو مصلحة، فلابد أن يكون لذلك الموجود بذلك مزية على غيره، كما أن من اختصه الله تعالى، من أشخاص بني آدم بنفع ومصلحة، كالأنبياء ومن تبسهم من العلماء، لهم المزية بذلك على غيرهم من الأشخاص الإنساثآية.
الباب الثاني: في حفظ الصحة وهذا أول المتصود بالذات من هذا الفن، وتقديمه على الدي بعده مناسب، من جهة أن الصحة اسبق وأغلب، والصحسة حالة للبدن1 تجري معها الأفعال على المجرى الطبيعي، وقد تكون كلية، أي في جميع البدن، أو جزئية أي في بعضه2. وحفظها يكون بالدواء والغذاء، وتدبير ما لابد من تدييره ا- ورد في ج: البدن.
ورد في ج: بعضها.
صفحه ۲۵۲