واحتان في البادية، مصباحان في الليل الدامس.
وسنحاريب الفاتح، ونبوخذ نصر المصلح.
ناهب فينيقية.
من جبال الشمال تدفق الثتيون، ومن جبال الشرق انحدر إكزارس يقود جنوده الماديين، ومن السهول في الجنوب سارع جيش بابل إلى نجدة جيش مادي، وقد حالف النهران المحاصرين - طغى الفرات، وطغى دجلة طغيان الجيوش الفاتحة - وصاحوا كلهم قائلين: لتسقط نينوى! سقطت نينوى، وبعد ست وثمانين سنة سقطت بابل.
دول تدول، ومجد بعد مجد يحول، مجد سومر وعيلام، ومجد بابل وآشور، ثم ينتقل صولجان الملك من يد الساميين في وادي الفرات إلى يد الآريين من الملوك.
وما الذي صنع الآريون من أجل السواد من الناس؟ أفي سبيل المجد تشيد الدول أم في سبيل الإنسان؟ إنهم لظلامون، الساميون والآريون جميعا. إنهم النهابون الفاسقون. شيدوا المعابد والقصور، وسخروا لها العباد. ألهوا أنفسهم، وكانوا قساة عتاة، وكانوا عبيدا للشهوات. •••
ومن مهد الثقافة الغربية جاء تلميذ أرسطو، الشاب العجيب إسكندر المقدوني. اجتاز البحر إلى الشاطئ الآسيوي. قاد ألوفه الثلاثين، وكان ظافرا في كل مكان. هزم الفرس في واقعة الغرانيق وفتح فينيقيا، واستولى على مصر، وتعقب الملك دارا إلى بلاد الرافدين، فأدركه قرب أربيل، وكانت الواقعة الفاصلة بين الشرق والغرب (331ق.م).
في أربيل أبدل نير من حديد مصقول بنير من حديد عتيق. راح الفرس وجاء الإغريق.
كان الإسكندر فاتحا باسم العلم والنور.
كان الإسكندر مصابا بداء الصرع. غزا الشرق باسم الآلهة، وعاد منه ناقما على الأرض والسماء.
صفحه نامشخص