والاسترفاد على عادة الشعراء الذين همّهم الدنيا وحطامها.
ومدح الملك الأشرف؛ فلما أنشدت القصيدة بين يديه استحسنها وسيَّر له خلعة سنية، ودنانير لها قيمة؛ فلما وصلت إليه لم يتناولها وردّها عليه، وأنفذ معها طبقًا مملوًا من السكر واللوز وما يصلح أن يهدي إلى الملوك ....] ترفعه نفسه أن يسترفد بالشعر، لا يقبل عليه ثوابًا، ولم يكن من طلاّب الرفد، يرى ذلك من العار والنقص. [وكان مع ذلك قد قرأ أدبًا ونحوًا ولغة فيما قرأ، وقال شعرًا نادرًا، ودونه وكتبه بخطه، يدخل في مجلد، وأنشأ رسائل وجمعها في مجلد. ورأيت كلا الديوانين بالموصل، وهما بخط يده. ونقلت من ديوان أشعاره جملة كافية يعربان عن بلاغة وبيان ......].
وكان الناس يقبلون عليه، ويميلون إليه لما كان عليه من السماحة والفضل. ولم يزل بحسن حال ونعمة حتى نفد ما كان بيده ............. فتوجه نحو ميافارقين، فأقام بها إلى أن مات سنة تسع وثلاثين وستمائه –رحمه الله تعالى-.
أنشدني أبو علي الحسن بن حمزة بن حمدون الموصلي، قال: أنشدني إبراهيم ابن عمر لنفسه: [من الطويل]
ومعتدل عن منهج العدل عادل ... من التُّرك مغرى بالتَّجنُّب والتَّرك
تلوح أياة الشمس في صحن خدِّه ... وتظهر في أجفانه آية الفتك
إذا رمت صون الحبِّ صال بهجره ... علي فكان الصول داعية الهتك
يصدُّ فيشكيني دلالا وكلَّما ... شكوت إليه فرط حبيه لا يشكي
جفاني فما دمعي بكيُّ ولا الكرى ... يلمُّ بعيني فهي ساهرة تبكي
فكم منية لي منه عادت منيَّة ... ووعد بوصل شيب بالمين والإفك
ولمَّا حوى رقِّي هواه ابحته ... دمي فنحاه بالإراقة والسَّفك
وما خلت مذ ألقيت في هوَّة الهوى ... بأنَّ الهوى يفضي بقلبي إلى الهلك
1 / 69