قاهره
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
ژانرها
القاهرة كما ظهرت في الخريطة المشهورة للحملة الفرنسية (1800).
وقد أرسى المماليك دعائم القوة الاقتصادية المصرية التي استمرت حتى بعد التبعية العثمانية، ودلائل ذلك تتمثل في الأسواق والخانات والوكالات التجارية التي كانت تغص بها القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني. وقد بلغت الصناعات الدقيقة مبلغا كبيرا في العصر المملوكي بالذات من صناعات الخزف والزجاج والمشغولات النحاسية والجلود ومنسوجات الحرير الفائقة الجودة. هذا فضلا عن الصناعات التي تستهلك منتجاتها في المدينة الكبيرة من صناعات الأغذية والمعادن والمنسوجات القطنية والكتانية ... إلخ.
وتميزت الأسواق بتحديد سلعي وتوزيع مكاني؛ فسوق باب الفتوح مختص باللحوم وأنواع الخضراوات، والمرجوشي - أمير الجيوش - يختص بالترزية ورفا الملابس، وبرجوان بالأطعمة الجاهزة والأفران، وسوق الشمع عند جامع الأقمر، ويليه سوق الدجاج، وسوق السلاح قرب القلعة، ومجموعة أسواق تدل عليها أسماؤها، مثل: السروجية والمهاميز والجوخيين والحلاويين والشوائيين والمغربلين ... إلخ.
وقد ظلت شوارع القاهرة على خطة شوارع المدن القديمة؛ أي دروب وحارات ذات منعطفات والتواءات وأزقة وعطفات مسدودة مغلقة عند رأسها بالبوابات للحماية والأمان (راجع خريطة
1-12
في الفصل
الأول )، وكانت أولى محاولات إيجاد طرق مستقيمة في عهد محمد علي حينما أنشأ السكة الجديدة والموسكي كطريق مباشر بين العتبة الزرقاء - الخضراء فيما بعد - وبين الجامع الأزهر والمشهد الحسيني، ثم طريق مباشر من الأزبكية إلى بولاق، وثالث إلى قصر محمد علي في شبرا. ويخترق طريقا بولاق وشبرا مناطق فضاء وحقول زراعية؛ مما كان يسهل عملية شق الطرق دون عناء كبير . وكانت هناك محاولة أخرى لفتح طريق مباشر بين العتبة والقلعة، ولكنه اكتمل في عصر إسماعيل؛ والسبب في هذا التأخير راجع إلى عدة أسباب، على رأسها: قيمة التعويضات التي تدفع لأصحاب البيوت التي تزال، فضلا عن أن وسائل الحركة ظلت على ما هي عليه من الإنسان والدواب مما لم يقتض إنشاء الشوارع المباشرة الواسعة. والخلاصة أن القاهرة نمت تلقائيا في أحيان كثيرة، وظلت المنطقة الشرقية من الحسينية إلى القلعة أكثرها ازدحاما، ثم تقل كثافة المباني غرب مسار الخليج من المقس إلى السيدة زينب . (3-6) مجتمع القاهرة
انقسم مجتمع القاهرة إلى عدة مجموعات بعضها من أصول إثنية مختلفة، وغالبها من أصول مصرية قاهرية وريفية. ولم يكن الترتيب الطبقي بين سكان القاهرة جامدا أو منغلقا على نفسه، بل هو مفتوح للاختلاط والتغير على نحو ما يسمى الآن: «الحراك الاجتماعي»؛ أي التحرك من أدنى إلى أعلى أو العكس، أو التحرك الأفقي من فئة لأخرى.
والمجموعات والفئات القاهرية كانت هي: المماليك - العلماء - التجار - الحرفيين - العاملين.
المماليك والجيش
صفحه نامشخص