قاهره
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
ژانرها
ولا ندري هل دارت كل هذه الأسباب في ذهن جوهر، أم أن بعض هذه الدوافع تحليل محض من تحليلات العلم الحديث لم تطف بمخيلة جوهر، إلا أن المؤكد أن الأسباب 1 و2 و5 و6 كانت دوافع عند جوهر القائد عن أهمية مواقع المدن.
حين شرع جوهر في بناء المدينة (969م)، بدأ بسور من اللبن أبعاده نحو 1200 متر من الشمال للجنوب، ونحو 1000-1100 متر من الشرق للغرب. وربما ما دعاه لذلك أن العواصم السابقة لم تكن مسورة، وبالتالي يصعب الدفاع عنها، وهذه هي عقلية القائد العسكري في العصور الوسطى. وسبب آخر: هو أن جوهر أراد أن تكون العاصمة قاصرة على الخلفاء الفاطميين وأتباعهم من المعاونين والجنود في عزلة عن السكان؛ أي أن تكون مقرا ملكيا للحكم، وقد يكون دليل ذلك أن القصر الشرقي الذي اختطه جوهر كان يشغل مساحة تساوي عشر مساحة المدينة، وحينما بني القصر الغربي، وأضيف إليه بستان كافور كانت المساحة الكلية للمنطقة الملكية نحو ثلث المدينة، وكان باقي المدينة يشغله الجامع الأزهر وساحة العيد شمال شرقي القصر بينه وبين مبنى الوزارة - الذي بني بعد عصر جوهر - وساحة قصر الشوك إلى الجنوب الشرقي بينه وبين الجامع الأزهر.
واختط جوهر أحياء وحارات لسكن أبناء قبائل كتامة والبرقية وزويلة، وكلها تشير إلى مجموعات من شمال أفريقيا قدمت في جيش جوهر، ثم مع المعز لتصبح سندا للدولة الجديدة.
شكل :
بنية القاهرة الفاطمية (عن كليرجيه شكل
2-14 ).
وأقيم خطان للجنود شمال سور القاهرة عرفا باسم الوزيرية والريحانية - بين السيارج الآن - ويبدو أن الفراغ من إنشاء المدينة كان بعد ثلاث سنوات من البدء فيها.
32
خطة القاهرة ارتكزت على القصر كمركز، عكس الخطط السابقة التي كانت ترتكز على الجامع؛ ولهذا فإن الجامع الأزهر لم يكن يحتل الصدارة، بل كان في مكان أقرب إلى الجنوب الشرقي من المدينة. وقد أنشأ جوهر أبوابا في كل أسوار المدينة، لكن أهمها كان بابي النصر والفتوح في السور الشمالي وبابي القوس وزويلة
33
صفحه نامشخص