قاهره
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
ژانرها
وهي التي تتجنب هذه الخطط، ويلجأ المهندس إلى إقامة طرقات في صورة أقواس أو بيضاويات أو دوائر متقاطعة داخل إطار كبير من الخضرة.
ولما كان للخطتين الحلقية والطولية شروط غير متوافرة في منطقة القاهرة، فإن ذلك يترك المجال للخطة الشبكية أساسا، ولكن القاهرة بنيت - كما سبق القول - على أساس اندماج عدة نوايات ومدن سابقة، ونمو مركزي ونمو إشعاعي، وكل ذلك في مراحل تاريخية مختلفة؛ ولهذا فإن القول بأنه ليس في القاهرة ككل خطة واضحة، هو قول لا يجانبه الصواب كثيرا؛ بل إن ذلك لا يقتصر على القاهرة، لكنه يمتد إلى معظم مدن الشرق الأوسط القديمة. فخطط هذه المدن مكونة من عدة تصنيفات مرتبطة بتاريخها الطويل، وتتضح هذه الحقيقة من مطالعة الخرائط الأربعة التالية، حيث نجد في القاهرة تعددا واضحا بين مخطط شبكي صرف «عصر إسماعيل»، ومخطط أزقة ودروب مغلقة «القاهرة القديمة»، ومخطط رومانسي «جاردن ستي»، جنبا إلى جنب مخطط شبكي، وأخيرا مخطط «كليشيه» يستعمله المخططون المعاصرون بكثرة.
وبالرغم من أن القاهرة الفاطمية بنيت في صورة مستطيل، يخترقه شارع طولي كبير من باب الفتوح إلى باب زويلة؛ هو الطريق الأعظم الذي يسمى الآن: شارع المعز، فإن الحارات والشوارع المتفرغة بعرض وطول هذه المدينة - بعد تحولها من مدينة ملكية إلى مدينة سكنية عامة - تتداخل مع بعضها وتلتوي وتتقاطع في الوقت الحاضر، مما يجعل إعادة تنظيمها أمرا شاقا، وهو في الحقيقة غير مرغوب من أجل الإبقاء على المدينة التاريخية كما كانت - على الأقل في مخططها الأصلي الذي ورثناه منذ القرن 18. خريطة
1-12
تظهر جانبا من حي الجمالية، حيث كان مخطط الطرق والحارات بعد تحولها إلى مدينة سكنية منذ العهد الأيوبي يتشكل من «حارات وعطفات سد» تتفرع عنها أزقة كثيرة، وعلى أبواب الحارات الرئيسية والفرعية بوابات تقفل ليلا لكفالة الأمن والحماية.
أما الفسطاط: فالأغلب أنها نشأت وامتدت على خطة أقرب إلى الاستدارة منها إلى الاستطالة، وقد كان ذلك بفعل وقوعها على مرتفع هين بين السهل الفيضي للنيل وبين تلال الرصد ومنخفض بركة الحبش إلى الجنوب منها. وفضلا عن ذلك فقد سدت أبنية قصر الشمع - بما فيها من أسوار وتحصينات وكنائس قائمة حتى الآن - إمكانية النمو إلى الجنوب الغربي.
وإذا استثنينا الجزء القديم من القاهرة؛ «القسم الشرقي القديم من الحسينية والفجالة شمالا، إلى باب البحر وباب الخلق غربا، إلى السيدة زينب جنوبا» فإن الخطة الشبكية تظهر بوضوح في مناطق القاهرة الأخرى، أوضحها: باب اللوق - الزمالك - المعادي - قصر العيني - وسط البلد - شبرا عامة، وأقلها وضوحا في: جزيرة بدران والذراع الشمالي الشرقي ومصر الجديدة والعباسية، وهذه الشبكات ليست مكملة لبعضها إنما منفصلة؛ لأن كل شبكة وضعت وحدها وفي مرحلة زمنية مختلفة؛ لهذا نجد الرابط الأساسي لشبكات القاهرة ومناطقها القديمة عبارة عن طرق ماثلة على خط الشبكات تمثل الشرايين الأساسية للنقل عبر القاهرة: «شارع محمد علي - شارع الجيش - شارع بورسعيد - شارع رمسيس - شارع 26 يوليو - شارع التحرير»، بالإضافة إلى طريق صلاح سالم خارج المدينة، وطريق الكورنيش على كلا جانبي النيل، ويمكن أن تستثنى من ذلك الشوارع الرئيسية: قصر العيني - شبرا - عماد الدين (محمد فريد) التي تمثل شرايين أساسية ملتزمة بخطوط الشبكة السائدة في المناطق التي تمر بها.
أما الخطة الرومانسية: فتظهر في مناطق محدودة جدا من القاهرة، والهدف منها في فترة من فترات النمو المدني: تخفيف حدة الملل من الطرقات المتشابهة المتقاطعة، وخلق مساكن للأغنياء وسط إطارات كثيرة من الخضرة، على نحو ما ظهر سابقا في أوروبا، ولهذا سميت بمدينة الحدائق
City Garden ، وأوضح أمثلة الخطة الرومانسية جاردن سيتي؛ حيث تدور الشوارع في أقواس ودوائر أو في صورة طرق متقاطعة مشعة من مركز واحد كما في منطقة قصر الدوبارة، وكذلك كان الحال في حدائق القبة بين شوارع ولي العهد والوايلي ومصر والسودان.
ويظهر من الخريطة
صفحه نامشخص