قضية منزل فرنتشايز

امنیه تالکات d. 1450 AH
11

قضية منزل فرنتشايز

قضية منزل فرنتشايز

ژانرها

قال روبرت في عجالة، وهو يدير المحرك: «لا أعرف يا ستان. علي أن أمعن التفكير.» فانتظر حتى أعادت ثلاثة خيول مستأجرة متعبة طفلين بدينين وسائسا من جولة العصر (قال ستانلي في الخلفية: «أتفهم ما أقصده؟») ثم انطلق بالسيارة قاصدا هاي ستريت.

وعند الطرف الجنوبي من هاي ستريت اختفت المتاجر تدريجيا لتظهر منازل سكنية ترتكز عتبات أبوابها على الرصيف، ثم المنازل التي تتراجع مسافة خطوة فتظهر أروقة تفضي إلى أبوابها، ثم القصور بحدائقها ذات الأشجار، ثم، على نحو مفاجئ تماما، الحقول والريف المفتوح.

كان ريفا زراعيا؛ أراضي تضم عددا لا حصر له من الحقول المحاطة بسياج من الشجيرات، وعددا محدودا من المنازل. ريف خصب، لكنه مهجور، بإمكان المرء أن يسافر قاطعا ميلا وراء ميل دون أن يلتقي بأي كائن بشري. ريف هادئ آمن لم يطرأ عليه تغيير قط منذ حروب الوردتين، حقل مسور وراء حقل مسور آخر، وخط أفق يختفي في خط أفق آخر، دون توقف لهذا المنوال. كانت أعمدة خطوط الهاتف والبرق فقط هي التي تكشف عن سمت القرن.

بعيدا فيما وراء الأفق كانت تقع مدينة لاربورو. تشتهر لاربورو بالدراجات، والأسلحة الصغيرة، ومسامير القصدير، ومتجر كوان كرانبيري صوص، وكثير من البشر الذين يعيشون متلاصقين جنبا إلى جنب في منازل من طوب أحمر قذر؛ لكن يوجد بين بعض منها مساحات خالية في حنين قديم إلى العشب والأرض. لم يكن هناك في ريف ميلفورد ما يجذب جنسا من البشر يريد مع عشبه وأرضه كلا من المعالم التي تستحق المشاهدة ومقاهي الشاي، وعندما تصبح لاربورو في إجازة فإنها تصير على قلب رجل واحد متجهة إلى الغرب نحو التلال والبحر، فيظل الامتداد العظيم للريف في الشمال والشرق مهجورا وهادئا ونظيفا مثلما كان في الأيام التي كان يستخدم فيها شعار النبالة «صن إن سبليندور». كانت «كئيبة»، وهكذا أنقذت من تلك اللعنة.

على بعد ميلين على طريق لاربورو كان يقع المنزل المعروف باسم فرنتشايز، والذي كان قائما على جانب الطريق، وبجواره كابينة هاتف على نحو مفاجئ. في الأيام الأخيرة من عهد الوصاية على العرش كان رجل قد اشترى الحقل المعروف باسم فرنتشايز، وبنى وسطه منزلا أبيض تماما، ثم أحاط كل شيء بسور متين مرتفع من الطوب به بوابة مزدوجة كبيرة، بارتفاع السور، في منتصف الأرض المحاذية للطريق. لم يكن يشبه أي شيء في الريف. فلم يظهر في الخلف مباني المزرعة، ولا بوابات جانبية، ولا حتى في الحقول المحيطة. أما الحظائر فبنيت خلف المنزل وفقا لتلك الحقبة الزمنية، لكنها كانت داخل حدود السور. كان المكان فريدا، ومنعزلا، كلعبة طفل ملقاة على جانب الطريق. وقد سكنه بقدر ما كان بإمكان روبرت أن يتذكر مدة طويلة رجل عجوز؛ ومن المحتمل أنه الرجل العجوز نفسه، لكن حيث إن سكان منزل فرنتشايز كانوا يتسوقون دائما في هام جرين، تلك القرية التي تقع على جانب لاربورو ناحيتهم، فلم يكونوا قد شوهدوا قط في ميلفورد. وبعد ذلك أصبحت ماريون شارب ووالدتها تشكلان جزءا من مشهد التسوق الصباحي في ميلفورد؛ ولهذا ظن الناس أنهما قد ورثتا منزل فرنتشايز عندما توفي الرجل العجوز.

تساءل روبرت كم سنة قد أمضتاها هناك. ثلاث سنوات؟ أربع سنوات؟

كان من الصعب الاعتقاد بأنهما كانتا جزءا من الكيان الاجتماعي لميلفورد. كانت السيدة وارن العجوز، التي اشترت أول قصر من القصور المستظلة بأشجار الدردار في نهاية هاي ستريت منذ نحو خمسة وعشرين عاما على أمل أن يكون الهواء في الداخل أفضل لالتهاب مفاصلها عن هواء البحر، لا يزال يشار إليها «تلك السيدة التي من وايمث». (بالمناسبة، كانت من مدينة سوانيج الساحلية.)

ربما أن سيدتي عائلة شارب، أيضا، لم تكونا قد سعتا إلى إقامة أي تواصل اجتماعي. كان لديهما حس غريب بأنهما مكتفيتان بذاتهما. لكن سبق له أن رأى الابنة مرة أو مرتين في ملعب الجولف، تلعب (من المفترض بصفتها ضيفا) مع الطبيب بورثويك. لم يختلف ضربها للكرة مسافة طويلة عن أي رجل، واستخدمت رسغها البني النحيل كلاعب محترف. وكان ذلك كل ما عرفه روبرت عنها.

وعندما توقف بسيارته أمام البوابة المزدوجة الحديدية الطويلة، وجد سيارتين أخريين كانتا متوقفتين هناك بالفعل. لم يحتج الأمر سوى إلى نظرة واحدة على السيارة الأقرب - كانت عادية للغاية، وفي غاية الأناقة، والسرية - كي يحدد هويتها. وتساءل وهو يخرج من سيارته، في أي دولة أخرى من العالم تكلف قوة الشرطة نفسها عناء أن تتحلى بالأدب والهدوء؟

ولمحت عيناه السيارة الأخرى، فتبين له أنها سيارة هالم؛ المحقق المحلي الذي لعب معه تلك المباراة المتأنية في ملعب الجولف.

صفحه نامشخص