في رؤية الأسر
من رأى أنه أسير، أصابه هم شديد1.
الباب الحادي والأربعون
في رؤية الكبل
قال المسلمون: من رأى من الملوك أنه قيد رعيته، فإنه يتهم على الدبر، لأن القيد ثبات في الأمر الذي فيه صاحب الرؤيا، ومقام.
فإن كان [القيد] من فضة فهو مقامه في أمر تزويج، وإن كان من صفر، فإن مقامه لأمر مكروه أو مال قد ذهب منه، فهو ينتظر رجوعه إليه، وإن كان من رصاص، فإن مقامه في أمر فيه وهن وضعف، وإن كان من حبل ، فإن مقامه في أمر الدين، لقوله تعالى : (اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، يريد الجماعة والألفة. وإن كان القيد من خشب، فإن مقامه في أمر فيه نفاق وعداوة، وإن كان من حطب، فإن مقامه لنميمة، وإن كان من خرقة أو خيط، فإن مقامه في أمر لا دوام له، وإن كان في هم [افإنه] ينجو منه سريعا، أو فى سرور فإنه لا يبقى.
وإن كان المقيد صاحب الدين كمقيم في مسجد، فهو ثباته في الدين، وبقاؤه ودوامه في طاعة الله.
وإن كان ذا سلطان، ورأى مع ذلك تقليد سيف، فهو ثباته في سلطانه وولايته . وإن كان من أبناء الدنيا، فهو بقاؤه فى غضارتها؛ وإن كان تاجرا فهو متاع قد صار قيدا عليه؛ وإن كان مهموما أو مريضا، فهو طول هم ومرض.
صفحه ۴۹۲