الصبي، آعني آن يكون الذي يرى الرؤيا يعدو ويرى كأنه يأكل رجل الصبى، آو يكون صانعا بيده ويرى كأنه يأكل أكتاف الصبي، فإن الرؤيا تدل حينئذ على أن الصبي يصيبه خير، فإن الأب يكري الصبي.
فأما لحمان سائر الناس، إذا رأى الإنسان كأنه يأكلها، فإن ذلك مجهود جدا، وذلك أن الناس إذا انتفع بعضهم من بعض قيل : إنهم يأكلون بعضهم بعضا.
ولحم الرجل أبدا خير من لحم المرأة، ولحم الحدث خير من لحم الشيخ) .
وقال جاماسب : من رأى لحوم الناس صار قادرا على أبواب الملوك. ومن أكل لحوم الناس وشرب دماءهم أو بولهم، نال خيرا ومالآ.
أما إياب الرجل من غربته إلى أهله، فهو الأوبة من الغربة. فمن رأى أنه أدى حقا عليه، فإنه يؤوب إلى أهله من الغربة.
وأما الإجارة، فإن [57/ أ] المستأجر رجل يغر المؤاجر ويحرضه على أمر مقلوب منكوس، فإذا بلغ منتهاه يتركه في المعركة ويتبرأ منه.
وأما الأكل، فمن رأى أن رجلا دعاه إلى التغدي، فإنه يسافر سفرا قريبا، لقوله تعالى : (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) . فإن دعاه إلى أكل طعام الظهيرة، فإنه يستريح [من تعب] ؛ فإن دعاه إلى التعشي، فإنه يمكر برجل ويخدعه قبل أن يمكر هو به.
وإن رأى أنه يأكل نجسا مبيتا وغيره يأكل طيبا، فهو يأكل الحرام وغيره يأكل الحلال.
صفحه ۳۹۱