الباب الرابع
في علاوته من الرؤيا المجربة
رأى شيخ ذو مال كثير بعد فقر شديد، رب العزة سبحانه، فى المنام، وكأنه قد غشيه نور كاد يخطف بصره فغضب وقال : يا مقيل العثرات؛ وكأنه تعالى قال له : الآن وقد طلب منك اليسير !? فقال له بعض من حضره : لعلك لا تخرج الزكاة ? قال : نعم، دافعت بذلك! فقال له : أخرجها، فنظر فإذا هى تلزمه لسنتين، فاستكثرها ولم يخرجها، ومات .
وقالت اليهود: رأى يهودي كأن الله أراد أن يقتل قوما، ثم خلى سبيلهم ولم يقتلهم، فقص رؤياه على المقدسى المعبر فقال : إن الله أراد أن يخرب بيوتا بقسوة قلوب أهلها؛ لكن فاضلا يصلى أو يدعو حتى يرفع الله عز وجل ذلك عنهم كما هو في التوراة. قال الله لموسى : إنني قد علمت أن هؤلاء القوم قوم صعاب) الرقاب. فالآن إن تركتني اشتد غضبى عليهم وأفنيتهم وصنعت منك أمة عظيمة؛ فابتهل إلى الله ربه تعالى وقال: يا رب، لا يشتد غضبك على قومك الذين أخرجتهم مز بلد مصر بقوة عظيمة ويد شديدة، ولا تقتل أهل مصر إنه أخرجهم ليقتلهم فيما بين الجبال وليستأصلهم ويفنيهم عن وجه الأرض؛ ارجع غضبك واصفح عن البلية لقومك».
ورأى يهودي في منامه كأنه سب الله عز وجل، فجاء إلى حبر من الأحبار، فسأله عن رؤياه، فقال : احذر أن تفعل شيئا يجب عليك به القتل، كما قال الله تعالى في التوراة : كل رجل شتم إلهه، فقد حمل وزرا عظيما؛ ومن سبه كذلك فليقتل قتلا ويرجمه رجما جميع أهل المحضر، والدخيل كالصريح سيان، أيهما سب الاسم فليقتل.
صفحه ۱۲۳