قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

ابن تیمیه d. 728 AH
80

قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

پژوهشگر

ربيع بن هادي عمير المدخلي

ناشر

مكتبة الفرقان

شماره نسخه

الأولى (لمكتبة الفرقان) ١٤٢٢هـ

سال انتشار

٢٠٠١هـ

محل انتشار

عجمان

بلعنة الله ثلاثًا" وبسط يده كأنه يتناول شيئًا، فلما فرغ من صلاته قلنا: يا رسول الله سمعناك تقول شيئًا في الصلاة لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك. قال: "إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت (١)، ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر (٢) . ثم أردت أن آخذه، ولولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقًا يلعب به وِلدان المدينة". ١٠٧ - فإذا كانت الشياطين تأتي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتؤذيهم وتفسد عبادتهم، فيدفعهم الله تعالى بما يؤيد به الأنبياء من الدعاء والذكر والعبادة ومن الجهاد باليد، فكيف من هو دون الأنبياء؟ فالنبي ﷺ قمع شياطين الإنس والجن بما أيده الله تعالى من أنواع العلوم والأعمال ومن أعظمها الصلاة والجهاد. وأكثر أحاديث النبي ﷺ في الصلاة والجهاد. ١٠٨ - فمن كان متبعًا للأنبياء نصره الله سبحانه بما نصر به الأنبياء. وأما من ابتدع دينًا لم يشرعوه، فترك ما أمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له واتباع نبيه فيما شرعه لأمته، وابتدع الغلوَّ في الأنبياء والصالحين والشرك بهم فإن هذا يتلعب به الشياطين، قال تعالى (١٦: ٩٩ - ١٠٠): ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾

(١) في خ قال: "والتصحيح من مسلم". (٢) في ز، ب، خ: "فاستأخر". والتصحيح من مسلم والنسائي.

1 / 43