منهج شيخ الإسلام في هذا الكتاب
إن هذا الإمام واسع الاطلاع، طويل الباع، عميق الفهم فهو الإمام الفذ في التفسير وعلومه، والحافظ الناقد في الحديث وعلومه، وهو الفقيه المبرز والأصولي المتمكن، والمجتهد المطلق، والعالم بالملل والنحل، والمنطق والفلسفة والتصوف والكلام، والعارف بأباطيلها وزيفها وغشها وخداعها.
عرف العلوم المسماة بالعقلية أكثر من أهلها المختصين فيها وعرف عيوبها وزيفها وخطرها وما تؤدي إليه من ضلال وهلاك، فوجه ما حباه الله به من طاقات، فزلزل قواعدها، ودك معاقلها.
وعرف التصوف وما ينطوي عليه من شرور وخرافات وأباطيل واصطلاحات فاسدة ومغالطات تفسد وتدمر الدين والعقل، فثلَّ عروشه ودمر قواعده، وكشف تلك المغالطات بالحجج الواضحة والبراهين الساطعة.
وخرج من معاركه العلمية والجهادية ظافرًا منتصرًا انتصارًا حاسمًا فلا ترى لخصومه إلى يومنا هذا إلا معارك فاشلة وحججًا متهاوية وكلامًا فارغًا إلا من المغالطات التي لا تنطلي إلا على الأغبياء.
ومن علامات هزائمهم أن كثيرًا منهم يتظاهرون بمدحه واحترامه، ثم يكيدون لدعوته إلى التوحيد بنقل ما يزعمون أنه يؤيد باطلهم من كلامه بعد بتره وتشويهه.
هذا ما يقال بصفة إجمالية بالنسبة لجهوده في مؤلفاته الجليلة.
المقدمة / 24