130

Protection of the Messenger ﷺ for the Sanctity of Monotheism

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

ناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا، فقال: "لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين"، فاستشرف له أصحاب رسول الله ﷺ، فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح"، فلما قام قال رسول الله ﷺ: "هذا أمين هذه الأمة" ١.
ومنها: اليهودية التي وجدت في شمال الجزيرة في يثرب وخيبر ووادي القرى وفي جنوب الجزيرة في اليمن، ولكن على الرغم من وجود اليهود وتعايشهم مع العرب واشتغالهم بأنواع كثيرة من الحرف، فإن اليهودية لم تنتشر في العرب، ولعل من أسباب ذلك عدم اهتمامهم بنشر عقيدتهم، واعتقادهم أنهم شعب الله المختار كما يزعمون، واحتقارهم للعرب، وانشغالهم بجمع الأموال واحتكار الأعمال.
وقد هاجر الرسول ﷺ إلى المدينة وبها ثلاث قبائل منهم وهم بنو قينقاع، وبنو قريظة وبنو النظير وقد عاهدهم رسول الله ﷺ أول ما قدم المدينة، ولكنهم نكثوا وغدروا كما هي سجيتهم، فكانت نهايتهم القتل أو الجلاء، حتى كان آخر جلائهم في خلافة عمر ﵁.
ومع هذا الخليط من العقائد والديانات والوثنيات التي انتشرت في جزيرة العرب، مع هذا كله كانت جماعة من الناس قد نبذت هذا كله، ولم يكن له قبول عندها فترفعوا عما كان عليه المشركون والكفار من الكفر والضلال، وتمسكوا ببقايا من دين إبراهيم عليه السلام٢، وقد

١ البخاري مع الفتح ٧/٩٢، ومسند الإمام أحمد ١/١٨.
٢ انظر: كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي ص ٦٣، ٦٤.

1 / 147