(١) ذكرتُ ما بين قوسين، تشبيهًا مجازًا، وهو مستفاد من معنى حديث، بيّن شدة تعلُّقِ شرار هذه الأمة - في آخر الزمان - بسَنن اليهود والنصارى، ونص الحديث بتمامه: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَن مَنْ كَانَ قَبْلَكُم شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فَمَنْ؟» . ... والحديث متفق عليه؛ من حديث أبي سعيد ﵁: أخرجه البخاري؛ كتاب: الاعتصام، باب قول النبي ﷺ «لتتبعن سَنَن من كان قبلكم»، برقم (٧٣١٩) . ومسلم؛ كتاب: العِلْم، باب: اتباع سَنن اليهود والنصارى، برقم (٢٦٦٩) . ... - وأما اختصاص شرار هذه الأمة باتباع أهل الكتاب، فلقوله ﷺ: «لَيَحْمِلَنّ شِرَارُ هَذِهِ الأُْمَّةِ عَلَى سَنَنِ الّذِينَ خَلَوا مِنْ قَبْلِهِمْ، أَهْلِ الْكِتَابِ، حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّةِ» كما في مسند أحمد؛ برقم (١٧٢٦٥)، من حديث شداد بن أوس ﵁. وهذا كناية عن شدة المطابقة في الاتباع. [والقُذَّة: ريشة السهم، فكما تُقدَّر كلُّ واحدة من الريشتَيْن على قَدْر صاحبتها وتُقْطَع، يُضْرَب مثلًا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان] . انظر: النهاية لابن الأثير (٤/٢٥) .
1 / 93