91

Protection from the Schemes of Devils

التحصين من كيد الشياطين

ژانرها

مثلًا، غيرَ منظَّفٍ ولا طاهر، ثم يأخذ خيوطًا منه، فيعقدها وينفث بها، ثم تدفن في مكان مهجور، أو يقرأ ما يأمره به شيطانه من أقوال بغير العربية تتضمن شركًا بالله، والعياذ بالله، يقرأ ذلك على ماء نجس، أو على قطرات من دم ونحوه، ثم تخلطه المرأة بما يَطْعَمُه أو يُسقاه زوجُها، فيصير الزوج - والعياذ بالله - منقادًا لامرأته لا يرى أحب منها في قلبه، ولو أنها عصت وفسقت، وأضرّت به، وتشتد غَيْرته عليها، ويُفرِط في جماعها، ولا يصبر على البعد عنها، ثم إنه لا يُخالِف لها أمرًا، ولا يُحبِط لها مسعى، ولا يُخيِّب لها ظنًا، ولا يعارض لها هوىً، حتى لَوْ أَنَّهَا دَخَلَتْ جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعَها!! (١) . [وبئسما صنعَتْ، ولو أنها عمدت إلى التحبُّب إلى زوجها، فكانت عَروبًا تكثر التزين والتجمل له، تستقبله بتبسُّمٍ مشرق، وتُحسِن عشرته، وتخاطبه بلين القول، وتريه جميل الفعال في رعاية أبنائه، والحفاظ على ماله، والحرص على طاعته، لوجدت - بإذن الله - تعلقًا عاقلًا حكيمًا،

(١) ذكرتُ ما بين قوسين، تشبيهًا مجازًا، وهو مستفاد من معنى حديث، بيّن شدة تعلُّقِ شرار هذه الأمة - في آخر الزمان - بسَنن اليهود والنصارى، ونص الحديث بتمامه: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَن مَنْ كَانَ قَبْلَكُم شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فَمَنْ؟» . ... والحديث متفق عليه؛ من حديث أبي سعيد ﵁: أخرجه البخاري؛ كتاب: الاعتصام، باب قول النبي ﷺ «لتتبعن سَنَن من كان قبلكم»، برقم (٧٣١٩) . ومسلم؛ كتاب: العِلْم، باب: اتباع سَنن اليهود والنصارى، برقم (٢٦٦٩) . ... - وأما اختصاص شرار هذه الأمة باتباع أهل الكتاب، فلقوله ﷺ: «لَيَحْمِلَنّ شِرَارُ هَذِهِ الأُْمَّةِ عَلَى سَنَنِ الّذِينَ خَلَوا مِنْ قَبْلِهِمْ، أَهْلِ الْكِتَابِ، حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّةِ» كما في مسند أحمد؛ برقم (١٧٢٦٥)، من حديث شداد بن أوس ﵁. وهذا كناية عن شدة المطابقة في الاتباع. [والقُذَّة: ريشة السهم، فكما تُقدَّر كلُّ واحدة من الريشتَيْن على قَدْر صاحبتها وتُقْطَع، يُضْرَب مثلًا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان] . انظر: النهاية لابن الأثير (٤/٢٥) .

1 / 93