19

Protection from the Schemes of Devils

التحصين من كيد الشياطين

ژانرها

نَخْلَةَ، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا - قال: صَهْ -، وكانوا تسعةً أحدُهم زَوْبَعَةُ، فأنزل الله: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ..﴾ - الآية) (١) . [وقد آذنَتْه بهم - أي أعلمَتْه ﷺ باستماعهم ووجودهم شجرةٌ] (٢) . وقال الإمام القرطبي ﵀: هم من بني الشيِّصيان، وهم أكثر الجن عددًا وأقواهم شوكة وأشرفهم نسبًا (٣) . وقد تعددت الروايات في تحديد نسبة هؤلاء النفر وعددهم، فقيل هم تسعة من الشيِّصيان كما تقدم، أو سبعة من نِصِّيبين، أو من جن نينوى، أو من أهل حرّان، وأن الاستماع كان في صلاة الفجر أو في صلاة العِشاء الآخرة. وأيًا كان الحال، فالعبرة في إذعانهم - مع عِظَم شوكتهم - لمواعظ القرآن، وقبولهم بأن يكونوا رسلَ رسولِ الله ﷺ إلى قومهم، يدعونهم لإجابة داعي الله والإيمان به ﵊، بل إنهم قد دَعَوا بعض الإنس أيضًا للإسلام كما في حديث إسلام سواد بن قارب ﵁ الطويل، وفيه أن داعي الجن أتاه ثلاث ليالٍ متواليات يدعوه في كل ليلة بقوله: فانهضْ إلى الصَّفوة من بني هاشمٍ ... ما مؤمنو الجن ككفارها فأنشد سواد بين يدي النبي ﷺ شعرًا، ومنه: وأنك أدنى المرسلين شفاعةً ... إلى الله يا ابنَ الأكرمينَ الأطايبِ

(١) انظر: تفسير القرآن العظيم ص ١٥٦٥ ط - بيت الأفكار الدولية. (٢) حديث الإيذان في صحيحي البخاري ومسلم، الأول برقم (٣٨٥٩)، والثاني برقم (٤٥٠) . (٣) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١٩/٢) .

1 / 21