24

Personality of the Muslim as Shaped by Islam in the Quran and Sunnah

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

ناشر

دار البشائر الإسلامية

شماره نسخه

العاشرة

سال انتشار

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

ژانرها

ذلك أن الزكاة فريضة مالية تعبدية محددة، لا يسع المسلم الصادق أن يتهاون في إخراجها كاملة كما بينتها الشريعة. وما يتلكأ في إخراجها مسلم إلا وفي تدينه غبش، وفي نفسه كزازة، وفي خلقه التواء. وحسبنا أن نعلم أن حابسها يقاتل ويهدر دمه، حتى يؤديها كاملة كما بينتها أحكام الدين، وما تزال قولة أبي بكر الصديق ﵁ في أهل الردة تتردد في سمع الزمان معلنة عظمة هذا الدين في ربطه بين الدين والدنيا: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة» (١). وإنه لقسم من أبي بكر يوحي بعمق فهمه لطبيعة هذا الدين الكامل المتكامل، وللعلاقة الوثقى بين الصلاة والزكاة في إقامة صرحه، إذ رأى آيات القرآن الكريم تترى متضافرة متآزرة متعاقبة تقرن بين الصلاة والزكاة على هذا النحو المتلازم: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ (٢). (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (٣). ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ﴾ (٤). يصوم شهر رمضان ويقوم ليله: والمسلم الحق يصوم رمضان إيمانا واحتسابا، والإيمان يعمر قلبه: «أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (٥)، ويعرف حق الصوم عليه في حفظ لسانه وبصره وجوارحه عن كل مخالفة، تخدش صومه، أو تحبط من أجره:

(١) البداية والنهاية لابن كثير ٦/ ٣١٥. (٢) المائدة: ٥٥. (٣) البقر ة ٤٣. (٤) البقرة: ٢٧٧. (٥) متفق عليه.

1 / 24