Pauses with the Prophetic Teachings ﷺ for His Companions
وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته
ناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
شماره نسخه
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ
ژانرها
وَالصَّوْم أَيْضا تَهْذِيب للنَّفس عَن الشَّهَوَات المحظورة وإقرارًا لهَذَا الْمَعْنى قَالَ الرَّسُول ﷺ: «من لم يدع قَول الزُّور وَالْعَمَل بِهِ وَالْجهل فَلَيْسَ لله حَاجَة فِي أَن يدع طَعَامه وَشَرَابه» أخرجه البُخَارِيّ (١) كَذَلِك الْحَج فِيهِ تعويد على الْمعَانِي الخلقية قَالَ تَعَالَى: ﴿الْحَج أشهرٌ مَعْلُومَات فَمن فرض فِيهِنَّ الْحَج فَلَا رفث وَلَا فسوق وَلَا جِدَال فِي الْحَج﴾ (٢)
رَابِعا: وَكَذَلِكَ جعل الْإِسْلَام بَين الْإِيمَان والأخلاق علاقَة وَثِيقَة لذَلِك يَقُول ﵊: «أكمل الْمُؤمنِينَ أيمانا أحْسنهم خلقا» أخرجه التِّرْمِذِيّ وأبوداود (٣) وَقد جعل الرَّسُول ﷺ كثيرا من الْأَخْلَاق من شعب الْإِيمَان فَمن ذَلِك الْحيَاء وإماطة الْأَذَى عَن الطَّرِيق يَقُول ﵊ «الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ شُعْبَة فأعلاها شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من شعب الْإِيمَان» أخرجه مُسلم (٤) . وَقد نفى الرَّسُول ﷺ الْإِيمَان عَمَّن سَاءَ خلقه مَعَ جَاره يَقُول «وَالله لَا يُؤمن قَالَهَا ثَلَاثًا، قيل: من يَا رَسُول الله؟ قَالَ من لَا يَأْمَن جَاره بوائقه» أخرجه
_________
(١) صَحِيح البُخَارِيّ بشرح الْفَتْح (٤/١١٦) ك: الصَّوْم ب: من لم يدع قَول الزُّور وَالْعَمَل بِهِ فِي الصَّوْم.
(٢) سُورَة الْبَقَرَة / آيَة: (١٩٧) .
(٣) أخرجه التِّرْمِذِيّ كتاب الرَّضَاع ب: مَا جَاءَ فِي حق الْمَرْأَة على زَوجهَا (٣/٤٦٦) ح: ١١٦٢ وَقَالَ: حسن صَحِيح. وَأخرجه أَبُو دَاوُد ك: السّنة ب: الدَّلِيل على زِيَادَة الْإِيمَان ونقصانه (٥/٦٠) ح:٤٦٨٢. وَأخرجه أَحْمد فِي الْمسند (٢/٢٥٠، ٤٧٢) وَإِسْنَاده حسن وَصَححهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه الْإِحْسَان (٢/٢٢٦ ح٤٧٩) وَالْحَاكِم (١/٣) على شَرط مُسلم واورده الألباني فِي الصَّحِيحَة رقم ٧٥١.
(٤) صَحِيح مُسلم ك: الْإِيمَان ب: بَيَان عدد شعب الْإِيمَان (١/٦٣) ح: ٥٧.
1 / 124