سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Saleh bin Taha Abdul Wahid d. 1439 AH
94

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

ناشر

مكتبة الغرباء

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٨ هـ

محل انتشار

الدار الأثرية

ژانرها

المدينة، فدخلت عليه ... " (١). الشاهد يا عباد الله! أن الرسول ﷺ كان في المرحلة الأولى يدعو الناس سرًا. عباد الله! وهذا عبد الله بن مسعود ﵁ يخبرنا عن إسلامه فيقول: "كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط بمكة، فأتى علي رسول الله ﷺ وأبو بكر، وقد فرا من المشركين فقال- أو فقالا-: عندك يا غلام لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن ولست بساقيكما. فقال: هل عندك من جذعةٍ لم ينز عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر وأخذ رسول الله ﷺ الضرع ودعا فحفل الضرع، وأتاه أبو بكر بصخرة منقعرة، فحلب ثم شرب هو وأبو بكر ثم سقياني. ثم قال للضرع: اقلص فقلص. فلما كان بعد أتيت رسول الله ﷺ. قلت: علمني من هذا القول الطيب -يعني القرآن- فقال رسول الله ﷺ: "إنك غلام معلم"، فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد" (٢). عباد الله! المرحلة الأولى في مكة في الدعوة إلى الله كانت سرية والسبب في ذلك، أن كفار مكة كانوا لا يسمحون لأحد أن يعتدي على آلهتهم، وأن يأتي بدين غير الذي هم عليه، ولذلك بدأ النبي ﷺ بالدعوة سرًا. ولكن في الجمعة القادمة -إن شاء الله- سيتبين لكم أن الله -تبارك وتعالى- يأمر رسوله أن يصدع بالدعوة فيدخل في المرحلة الجهرية. فكثير من الجماعات التي سلكت طريقًا غير طريق المصطفى ﷺ يبدأون

(١) رواه مسلم (رقم ٨٣٢). (٢) قال الألباني: إسناده حسن "صحيح السيرة النبوية" (ص ١٢٤).

1 / 85