سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Saleh bin Taha Abdul Wahid d. 1439 AH
90

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

ناشر

مكتبة الغرباء

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٨ هـ

محل انتشار

الدار الأثرية

ژانرها

فالله ﷿ قال لرسوله ﷺ ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: ٦٧]، والذي نزل إلى رسولنا ﷺ -ليبلغه إلى الناس- هو الوحي الذي جاءه من الله ﵎ بواسطة جبريل ﵇. قال ابن القيّم ﵀ -وهو يذكر مراتب الوحي: أحدها: الرؤيا الصادقة، وكانت مبدأ وحيه ﷺ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه كما قال النبي ﷺ: "إن روح القدس (١) نفث في روعي (٢) أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته" (٣). الثالثة: أنه كان يتمثل له الملك رجلًا، فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانًا، كما في حديث جبريل ﵇، عندما سأل النبي ﷺ عن الإِسلام، والإيمان، والإحسان، وكان في صورة رجل، فلما ولى قال ﷺ: "يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".

(١) أي جبريل ﵇. (٢) أي في نفسي. (٣) صحيح بشواهده، انظر "صحيح الجامع" (٢٠٨١).

1 / 81