230

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

ناشر

مكتبة الغرباء

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٨ هـ

محل انتشار

الدار الأثرية

ژانرها

الخطبة الثالثة والعشرون: هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة
عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاءٍ جديدٍ من سيرة الحبيب محمَّد ﷺ، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن هجرة الرسول ﷺ من مكة إلى المدينة.
عباد الله! الهجرة من مكة إلى المدينة كانت بوحي من الله إلى رسوله ﷺ. قال ﷺ: "رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي -أي ظني- إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب" (١).
عباد الله! بعدما تحدد المكان الذي يُهاجر إليه؟ أذن رسولُ الله ﷺ لأصحابه بالهجرة إلى المدينة فخرجوا أفرادًا وجماعات، وتغلبوا على جميع الصعوبات التي واجهتهم.
عباد الله! وأقام رسول الله ﷺ بمكة بعد أصحابه ينتظر أن يؤذن له في الهجرة، ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين؛ إلا من حبس أو فتن؛ إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر ﵄.
وكان أبو بكر كثيرًا ما يستأذن رسول الله ﷺ في الهجرة، فيقول له رسول الله ﷺ: "على رسلك يا أبا بكر، فإني أرجو أن يؤذن لي" فقال أبو بكر: أترجو ذلك يا رسول الله بأبي أنت؟ قال: "نعم"، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ﷺ، وعلف راحلتين كانتا عنده من ورق السمر أربعة أشهر (٢)

(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٣٦٢٢)، ومسلم (رقم ٢٢٧٢).
(٢) رواه البخاري (رقم ٢٢٩٧).

1 / 221