سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Saleh bin Taha Abdul Wahid d. 1439 AH
81

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

ناشر

مكتبة الغرباء

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٨ هـ

محل انتشار

الدار الأثرية

ژانرها

بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي. فقالت له خديجة: يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي! ماذا ترى! فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس -وهو جبريل ﵇ الذي كان ينزل على موسى، يا ليتني فيها جذعًا -أي شابًا- ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله ﷺ: "أو مخرجي هم؟ " فقال: نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي" (١). عباد الله! أما الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من هذا الحديث فهي كثيرة؛ نقول على سبيل المثال: أولًا: في الحديث فضل اعتزال أهل الشرك والسوء والمعاصي. قال- تعالى- حاكيًا عن إبراهيم ﵇ ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (٤٨) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (٤٩)﴾ [مريم: ٤٨ - ٤٩]، وقال تعالى حاكيًا عن موسى ﵇: ﴿وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١)﴾ [الدخان: ٢١]. وقال ربنا -جل وعلا- لرسوله ﷺ: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام: ٦٨].

(١) رواه البخاري (رقم ٣، ٤٩٥٣)، انظر "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص٨٥ - ٨٦).

1 / 72