187

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

ناشر

مكتبة الغرباء

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٨ هـ

محل انتشار

الدار الأثرية

ژانرها

الخطبة التاسعة عشرة: الإسراء والمعراج عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى ﷺ، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن الإسراء والمعراج. عباد الله! الإسراء والمعراج كان مكافأة ربانية، ومواساة للرسول ﷺ بعد الحصار الظالم الذي استمر ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، وبعد وفاة الناصر الحميم أبي طالب، والزوجة الوفية الأمينة خدبجة ﵂، وبعد رحلة الطائف الأليمة. فكانت هذه الرحلة الربانية، التي أكرم الله ﵎ فيها رسوله ﷺ؛ ليُذهب عن صدره الآلام والأحزان. عباد الله! الإسراء: هو ذهاب الله ﵎ بنبيه محمَّد ﷺ، راكبًا على البراق، من المسجد الحرام بمكة، إلى المسجد الأقصى في القدس، في جزء من الليل ثم رجوعه من ليلته. والمعراج: هو صعود الرسول ﷺ، من المسجد الأقصى في تلك الليلة، بعد إسرائه إلى السموات العلى، ثم إلى سدرة المنتهى، ثم رجوعه إلى بيت المقدس في تلك الليلة. عباد الله! حادث الإسراء والمعراج ثابت بالكتاب والسنة. ففي كتاب ربنا، ذكر الله تعالى الإسراء وحكمته بقوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١)﴾ [الإسراء: ١].

1 / 178