Paradise Under Your Feet
الدفاع عن الله ورسوله وشرعه
ژانرها
شفاعة الملائكة
قال: (وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا) إذًا: الذي يشرك بالله ﷿ لا يخرج من النار؛ لأن المشرك مخلّد فيها أبد الآبدين، أما لو نجا من الشرك وقصّر في العمل فإنه تنفعه شفاعة الشافعين، شفاعة الأنبياء، ثم هذه الشفاعة شفاعة الملائكة (أمر الله الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئًا، ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول: لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النار) أي: أن الملائكة تعرف هؤلاء في النار.
فإن قيل: كيف تعرف الملائكة هؤلاء في النار؟ نقول: قال النبي ﵊: (يعرفونهم بأثر السجود) وهذا حجة لمن قال: إن الصلاة من التوحيد، فمن تركها فقد كفر.
يقول: (تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود) فقد حرّم الله على النار أن تأكل أثر السجود؛ ولذلك أخرج البخاري هذا الحديث في كتاب المواقيت تحت باب: فضل السجود، وأن ابن آدم يُحرق ويصير فحمًا إلا أثر السجود، واختلفوا في أثر السجود: هل هو السبعة الأعضاء أم أنها الجبهة فقط، الراجح: أنها السبعة أعضاء: الركبتان، والكفان، والجبهة مع الأنف -والجبهة مع الأنف عضو واحد- وأطراف القدمين.
هذه ستة، والجبهة العضو السابع؛ ولذلك قال ﵊: (يسجد المرء على سبعة أعظم) وفي رواية: (على سبعة آراب).
إذًا: هل النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلا هذه السبعة، أو تأكل كل شيء إلا موضع السجود في الجبهة؟ ذكر مسلم حديثًا آخر قال: (تأكل النار كل شيء من ابن آدم إلا دارات الوجوه) أي: إلا هذا المكان الدائري الذي هو موضع السجود.
قال العلماء: هذا الحديث الذي فيه (يسجد المرء على سبعة أعظم) حديث عام مخصوص بحديث دارات الوجوه، فإن الله ﵎ يمن على عباده بألا تأكل النار منهم سبعة أعضاء، ولكن هناك أقوام تأكل النار منهم ستة أعضاء، ولا يبقى إلا دارات الوجوه على حسب أعمالهم.
قال: (يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود، حرّم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار وقد امتحشوا) أي: احترقوا وصاروا فحمًا، ولا بد أن تعلم أنهم موحدون، وأنهم من أهل الصلاة؛ لأن هذه المواضع لم تؤكل منهم فضلًا للسجود، فكيف يزعم مصطفى محمود أنهم لم يعملوا خيرًا قط.
يقول: (فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل) أي: فيما يحمله السيل.
4 / 11