Orientalism and Its Stance on the Prophetic Tradition
الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
ناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
ژانرها
بكلام يبينه فصل، يحفظه من جلس إليه" (١) .
٣ – إيمان الصحابة والتابعين ومن بعدهم بحقيقة هذا الدين وحقيقة هذا الرسول ﷺ، وحرصهم الشديد على حفظ منابعه ومصادره من الجفاف، واعتقادهم بأن هذا الدين بمصادره الرئيسة هو سبب سعادة البشرية ونصرها في الدنيا والآخرة، فحفظوا السنة النبوية بهذا الدافع الإيماني القوي، ولاسيما وأن الله تعالى قد نبّه المؤمنين على مكانة الرسول ﷺ وسنته في الدين، كقوله تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾
[آل عمران: ٣١] . وقوله جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [النساء: ٥٩] . وقوله تعالى: ﴿وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:٧] .
وغيرها من الآيات التي تحث المؤمنين على طاعة الرسول ﷺ واتباعه والتحاكم إليه، ولا يتم ذلك بعد وفاته إلا بحفظ سنته الصحيحة وتجريدها مما ليس منها من أقوال الناس وآثارهم.
وكذلك قوله ﷺ لصحابته: "نضر الله امرءًا سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" (٢) .
_________
(١) سنن أبى داود، رقم ٣٦٦٠، ص٥٢٥، وجامع الترمذي، رقم ٣٦٣٩، (٦/٢٩) .
(٢) سنن أبي داود، رقم ٣٦٦٠ ص٥٢٥، وجامع الترمذي رقم ٢٣٠ ص٣٥، وسنن ابن ماجه، برقم ٢٣١، ص٣٥.
1 / 76