Orientalism and Its Stance on the Prophetic Tradition

Falih bin Mohammed Al-Sagheer d. Unknown
37

Orientalism and Its Stance on the Prophetic Tradition

الاستشراق وموقفه من السنة النبوية

ناشر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

ژانرها

في النفس، وإنما كان زواجه بكل واحدة منهن لقصة وحكمة: فمثلًا تزوج النبي ﷺ أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية وهي في الخامسة والخمسين بعد وفاة خديجة ﵂، فهي مسنة وثيب، تقول عائشة ﵂: لما توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ﵁ للنبي ﷺ: أي رسولَ الله ألا تتزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا. قال: من البكر؟ قالت: بنت أحبِّ الخلق إليك عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة آمنت بك واتبعتك. فاختار النبي ﷺ سودة حيث بقيت تعاني الوحدة بعد وفاة زوجها في مكة فخشي النبي ﷺ أن ترجع إلى مكة ويفتنها أهلها في دينها فتزوجها ﷺ ليحفظها ويستر عليها ويحميها من قومها الذين أسلم عدد كبير منهم بعد هذا الزواج. فإن النظر والإمعان في هذا الزواج فيه ما يرد كيد المغرضين والطاعنين في شخص النبي ﷺ الذي عرض عليه البكر والمسنة الثيب فاختار المسنة رفقًا بحالها وأنسًا لوحدتها وحفاظًا على دينها وعقيدتها. وأما زواجه ﵊ بأم المؤمنين جويرية بنت الحارث ﵂ التي كانت من سبايا بني المصطلق، وتقول أم المؤمنين عائشة ﵂ في قصة زواجها من النبي ﷺ: "وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له فكاتبت على نفسها وكانت امرأة ملاحة تأخذها العين قالت عائشة ﵂ فجاءت تسأل رسول الله ﷺ في كتابتها فلما قامت على الباب فرأيتها كرهت مكانها،

1 / 37