============================================================
1311/710، حيث بقي مهنا خارج البلاد قرابة اربع وعشرين سنة(1).
وحاول السلطان الناصر محمد مجددا التوسط لدى مهنا للعودة إلى طاعته مستخدما في سبيل ذلك أولاده وأخوته، دون أن يحظى نموافقته، الى ان توصل في سنة 1334/734 ، من خلال علاقته الوثيقة مع وزير القان أبي سعيد إلى مبتغاه حيث عمل الوزير المذكور مع مجد الدين السلامي التاجر على اخراج مهنا من بلاد العراق، وكتبا إلى السلطان يخبراه بما اتفق(2) .
وغادر الأمير مهنا بلاد أبي سعيد متوجها الى بلاد الشام رافضا عرضا من القان للتعاون معه ضد السلتطان، ثم دجل على نائب دمشق الذي اكرمه وأنزله بالقصر الأبلق واوفد من عرف السلطان بقدوم مهنا. وقد وصف المؤرخ شدة فرح السلطان، برجوع مهنا الى اطاعته، بقوله(3): "والله، كان في نفسي منه شيء، لو بذلت ملكي كله لمن يأتي به الى طاعتي، فلما بلغني أنه يسريد يحضر ما صدقت إلى آن رأيتهه. واقيم للأمير مهنا حفل استقبال لم تشهده الديار المصرية من قبل، فقد جند الناصر محمد خاصة أمرائه(4) لاستقباله وتهنثته بالعودة إلى الطاعة، وأكرم وفادته وبذل كل ما في وسعه لتكريمه وتعظيمه، ويشهد على ذلك ما أغدقه السلطان من الذهب والفضية والحراير والزركش وغيرها من الانعامات والعطايا المنهنا وجماعته مما أثار دهشة مهنا نفسه، إذ توجه إلى السلطان بقوله5): "والله، لقد رأينا شيء ما رأيناه في ايام الظاهر(1) ولا غيره من الملوك، ولا كاتت العرب تعرفه، ولا (1) المخطوط: 57ظ (2) أيضأ: 51ظ -52و.
(3) ايضا: 102و.
(4) من هؤلاء الامير سيف الدين بشتك الناصرى الذي قال له السلطان في معرض تكليفه للاحتفاء بالامير مهنا: "هذا الرجل رجلى ملك على ساير العرب، وأنا أريد ان اعظمه، وتعلم أنك كبير عندي، فاركب إلى لقائه واصحيه إلى حيث يحضره أيضا: 3هظ.
5) أيضا: 5هو.
(6) ابن شداد، تاريخ: 39- 40؛ ابن فضل الله العمري، مسالك الابصار3: 29.
صفحه ۸۹