============================================================
اما الادارة الإقليمية في الوجهين القبلي والبحري، فأشرف عليها جموعة من الولاة، وكان لكل منهما كاشف هو بمثابة * والي الولاة "(1) يتمتع بنفوذ كبير على جميع الولايات التابعة له وقد اطلعنا المؤرخ، ولو بايجاز، على أوضاع هذين الوجهين، في إطار تغطيته السريعة لأخبار المصادرات ضد الولاة وكبار الموظفين فيهما واتهامهم ياختلاس أموال المعاصر والدواليب، واجبارهم تحت تأثير الضرب والتعديب على حمل الأموال الطائلة لخزانة الخاص، كما حصل مع قنغلي والي البهنسا وقشتمر والي الغربية وأياس متولي المنوفية ومباشريهم (2) إضافة إلى أصحاب الدواليب والمعاصر والزراعات، وكذلك أمراء العربان من آل زعازع وآل قمر الدولة وآل مقداد(3): وأما الاسكندرية التي كانت في ذلك الوقت المدينة التجارية والصناعية الهامة والمرفا المصري الأول على البحر المتوسط فلم يتضمن كتاب "النزهة" سوى لمع بسيطة عن أخبارها تنحصر بالاشارة إلى ثغرها حيث السجن الذي كان يودع فيه الأمراء المغضوب عليهم أو المخالفون لإرادة السلطان(4) وبحكم إقامة المؤرخ بالقاهرة، ومن خلال صداقاته مع رجالات الدولة فقد استطاع أن يقدم لنا تفصيلات عن الاحوال الداخلية للادارة (من نساد ورشاوى وابتزاز ونهب... الخ) قلما نجدها عند غيره من المؤ رخين والموظف الأساسي الذي كان يشرف على الادارة المالية، هو القاضي شرف الدين النشو ناظر الخاص(5) الذي شغلت اخباره معظم ورقات الكتاب. ويبدو أن هذا الموظف، القاسي القلب، الذي كرهته العامة والخاصة، كان له دالة على السلطان ، واستطاع بذلك أن يواجه المكائد التي (1) القلقشدي4: 15.
(2) المخطوط: ) و، 76و - 76ظ (3) المصدر نفسه: 137و-138و.
(4) أيضا: 44ظ 70ظ- 7ظ 106و-102ظ (5) وهي وظيفة مستحدثة في ايام الناصر محمد بن قلاون، وموضوعها التحدث فيما هو خاص بمال السلطان. انظر ما يلي في الصفحة 116، حاشية رقم 1
صفحه ۷۶