============================================================
ولمع كشف لنا أمورا هامة من حياته، من هنا يمكننا اعتبار كتاب "النزهة " أحد أهم مصادر ترجمة المؤلف.
ب صداقات اليوسني: يستفاد مما ورد في المخطوط أن الرجل كان مقربا من كبار معاصريه، حيث يسهب المؤرخ في الحديث عن علاقاته الوطيدة مع أعلام عصره من عسكريين ومدنيين، مما سهل له أن يكون على مقربة من الأحداث مطلعا على خفايا الأمور السياسية، وعلى صلة وثيقة بالأحوال الاجتماعية والاقتصادية للعصر الذي عاش فيه: وقد حاول اليوسفي أن يلفت انتباه القارىء الى علاقاته الوطيدة مع كبار الأمراء في ذلك الوقت، ومنهم الأمير سيف الدين أيتمش المحمدي نائب صفد (ت 736)، حيث اشار المؤرخ إلى ان صداقته له تعود إلى سنة 1311/709 عند دخول الأمير أيتمش إلى الديار المصرية برفقة السلطان الملك الناصر محمد الذي عاد لتولي زمام الحكم للمرة الثالثة(1)، وفي ذلك يقول(2): "وحصل بيني وبين هذا الرجل صحبة اكيدة عند دخوله إلى مصر مع السلطان بعد نيابة الكرك" . وقد استفاد مؤرخنا من صداقته لأيتمشن الذي وفر له سبل الاتصال بكبار رجالات العصر بما فيهم السلطان نفسه، اضافة إلى أنه كان بمثابة المصدر لكثير من المعلومات عن أحوال السلطنة المملوكية وأخبار المغول. وكان من المحسنين إلي، وسبب تكبيري ~~كانت تتفق له مع السلطان ، وما كان يتفق له في بلاد الشرق وغيره "(2).
(1) ابن الدواداري، الدر الفاخر 176 وما بعدها.
(2) المخطوط: 129ظ.
صفحه ۴۵