============================================================
للافرنجي : "قول للأمير وحدث. واستطال الإفرنجي عندما راه ظ يقبل // لشكواه وتكلم ، وأوسع القول وتظلم إلى أن عجبت الأمراء من ذلك ورحموه، وطاوعوا السلطان في الرحمة، وما خرج الافرنجي من بين بديه حتى آن يكتب كتاب لنايب الكرك يعيد للافرنجي مركبه وجميع ما اخذ له من ماله، وعرفه أن هذا رجل تاجر وما يليق التعرض على التجار، ولوح له فيه بانكار قليل.
ولما وصل إليه الكتاب جادت اخلاقه التي تقتضي الحق، ورد الجواب : "إن هذا قد تحققوا الناس انه يقطع الطريق ويؤذي، والسلطان لا يسمع قوله بآنه كذابه، وسيره صحبة مملوكه. وكلما وقف على الجواب أنكر على مركبه وعرفه أن يعيد إليه مركبه وماله قولا واحدا، فكان ذلك اشد على نايب الكرك من كل شيء ، وكان السلطان قام في ذلك قيام كلي حتى يتكرر القول، ويعلم من نايب الكرك أنه لا يرجع، فيقيم الحجة عليه ويجعلها السبب لبلوغ قصده منه، وكذلك كان .
ولما وصل مملوكه بالجواب سلم المركب لصاحبه وكتب يعرف السلطان ان طرابلس تحتاج إلى مراكب تكون في مينتها، وأنها(1) لم توافقه ويتضجر 4ر منها، (/ ويقصد مكان يكون فيه خالي من الحكم، ويكون مستريح، ووصل الكتاب للسلطان وكان موافق لغرضه، فكتب الجواب انه قد اجاب سؤاله ويخيره إما صرخد(1) وإما بعلبك، وطلب يرصبغا(2) الحاجب وعرفه ما يفعله، وكتب لنايب الشام بما يعتمده، وسافر إلى آن وصل إلى طرابلس، وأعطاه الكتاب فقرأه وتبسم، وركب من يومه صحبة برصيفا ولما توسطوا الطريق قال له : "يا أمير، نحن نروح إلى صرخد أو ندخل دمشق قال له برصبغا: يا خوند، العادة ان تلبس من نايب الشام (1) الضمير عائد لنيابة طرابلس (1) بلدة صغيرة ذات قلعة مرتفعة حصيتة، وهي من جملة بلاد حوران من أعمال دمشق: ياقوت 3: 401، آبو الفدا، تقويم: 8ه1 - 259 26 0 6580.09160ن0 (3) كذاء وفي المقريزي "برسبغاه وقد سيقت ترجمته في الصفحة 170، الحاشية رقم
صفحه ۲۳۹