نقيّة (١). وكان عدّتهم ثلاثة وتسعين إنسانا، ما بين رجل وامرأة. وخرجوا منها وهم ستماية ألف (٢).
ثم توفي الرّيان بن الوليد بن دومغ، فملكهم ولده دارم (٣). وفي زمانه توفّي يوسف الصّدّيق ﵇.
ثم إنّ دارم طغا (٤) بعد يوسف وتكبّر، وأظهر عبادة الأصنام، فركب في سفينة يتفرّج، فأرسل الله تعالى عليه ريحا عاصفة، فغرق هو ومن معه، ما بين حلوان إلى طرا.
ذكر وفاة يعقوب ﵇
ودفنه بمصر، ثم نقله إلى حبرون
عن كعب الأحبار، قال: دخل يعقوب ﵇ إلى مصر وعاش فيها عشرة (٥) سنين، فلما حضرته الوفاة قال ليوسف ﵇: لا تدفنّي بمصر، وإذا أنا متّ فاحملوني وادفنوني في مغارة في جبل حبرون (٦).
وحبرون بينها وبين بيت المقدس ثمانية (٧) عشر ميلا.
فلما مات لطّخوه بمرّ وصبر، فكانوا يفعلون ذلك به في كل أربعين يوما حتى كلّم يوسف لفرعون وأعلمه أنّ أباه قد مات، وأنه سأله أن يقبره في أرض كنعان، فأذن له بذلك، وخرج معه أشراف مصر حتى دفنه وانصرف، وذلك بعد أن دفن في مصر ثلاث سنين، ثم حمل إلى حبرون (٨)، ودفن عند إبراهيم الخليل وإسحاق ﵈ (٩).
ذكر وفاة يوسف ﵇ ودفنه
قال الحسن: إنّ يوسف ﵇ ألقي في الجبّ وهو ابن سبع عشر (١٠)
_________
(١) في فتوح مصر ٧٢ «أرض ريفية تربة».
(٢) فتوح مصر ٧٢، تاريخ الطبري ١/ ٣٣٠ وما بعدها، حسن المحاضرة ١/ ١٧.
(٣) في نهاية الأرب ١٥/ ١٢٧ «دريموس»، وفي المواعظ والاعتبار: «ديموش»، والمثبت يتفق مع: مروج الذهب ١/ ٣٥٨، والنجوم الزاهرة ١/ ٥٨ ويسميه أهل الأثر دارم.
(٤) الصواب: «طغى».
(٥) الصواب: «عشر».
(٦) في حسن المحاضرة ١/ ٧ «جبرون»، والمثبت يتفق مع: فتوح مصر ٧٤، ومعجم البلدان ٢/ ٢١٢ مادّة «حبرون».
(٧) في الأصل: «ثمنيه».
(٨) هكذا بالمعجمة، وسبق أن كتبها بالحاء المهملة.
(٩) فتوح مصر ٧٤، نهاية الأرب ١٣/ ١٥٥، حسن المحاضرة ١/ ١٧.
(١٠) الصواب: «سبع عشرة».
1 / 50