والكمّون والكروياء والنيلج (وهو النيلة) (٧١) [وشجر] (٧٢) الحناء يكبر بها حتى يكون في قوام الشجر يصعدون إليه ومنه يأخذون بذره ويتجهّز به إلى كل الجهات لعدم وجوده بغيرها.
السّوس:
ومن أرض درعة إلى السّوس الأقصى أربعة أيام. ومدينة السّوس هي تارودنت (٧٣). وبلاد السّوس قرى كثيرة وعمارات متّصلة بعضها ببعض وبها من الفواكه الجليلة أجناس كثيرة مختلفة كالجوز والتّين والعنب العذاري والسّفرجل والرّمان [الامليسي] (٧٤) والأترج الكبير المقدار، الكثير العدد والمشمش والتفّاح [المنهدّ] (٧٥) وقصب السّكّر الذي ليس على قرار الأرض مثله طولا وعرضا (٧٦) وحلاوة وكثرة ماء فيعمل منه سكّر يعم الأرض، ويشف على أنواع سكّر غيره في الصفاء والطيب، ويعمل ببلاد السوس الأكسية الرقيقة والثياب الرفيعة التي لا يقدر أحد على عمل مثلها بغيرها من البلاد، ورجالها ونساؤها (٧٧) سمر، وفي نسائهم جمال فائق وحسن بارع، وحذق صناعات.
وهي بلاد حنطة وشعير وأرزّ ممكن بأيسر ثمن وأسعارها رخيصة (٧٨)، والغالب على أهلها الجفاء وغلظ الطبع وقلة الانقياد. وهم أخلاط من البربر المصامدة ولباسهم الأكسية من الصّوف التفافا وعلى رؤوسهم الشعور الكثيرة.
وبين تارودنت وتيويوين (٧٩) يوم في جنات وبساتين وكروم وأشجار وثمار وفواكه، واللحوم عندهم رخصية جدا. والغالب عليهم الشره (٨٠) والبطر.
ومن مدينة السوس إلى مدينة أغمات ست مراحل في قبائل من البربر المصامدة
_________
(٧١) اضافة من المؤلف للتوضيح، تصرف في النقل بالحذف، عن درعة انظر المغرب من نزهة المشتاق ص: ٦١.
(٧٢) اضافة من نزهة المشتاق.
(٧٣) في الأصول: «تارودانت»، والمثبت من ن. م.
(٧٤) إضاة من نزهة المشتاق للتدقيق.
(٧٥) إضافة من نزهة المشتاق للتدقيق.
(٧٦) في الأصول: «غلظا» والمثبت من ن. م. ص: ٦٢.
(٧٧) في الأصول: «نساؤهم». والأشمل: «نساؤها» كما في نزهة المشتاق ص: ٦٢.
(٧٨) في الأصول: «رخيسة».
(٧٩) كذا في ط ونزهة المشتاق، في ش وت: «تيويدين».
(٨٠) في الأصول «الأشر» والمثبت من ن. م. ص: ٦٣.
1 / 57