../kraken_local/image-108.txt
إلا في السراويل، فلم يتمالك أن لف القميص في يده وولى فارأ والناس كون عليه.
واتقق بمصر ان رجلا اسكندرانيا تعرض لامرأة منهن في طريق القرافة(23)، وهي راكبة على حمار مكاري(24) مليح، ولهم دواب تسبق الخيل وتباع بالانمان العظيمة، وكان الاسكندراني راكبا على حمار ابردعة(25)، واكثر أهل الاسكندرية لا يلبسون السراويل، وكان هذا منهم.
فتبع المرأة فاحتقرته وأعرضت عنه فألع عليها ولم ينصرف، فلما رأت كذلك الانت جانبها وأطمعته في نفسها ومالت نحوه فلحيق بها يتحدث امعها إلى أن صار في سكة عليها خلق من الناس جلوس، فأدخلت رجلها احت ساقه ثم شالته على رجلها ورمته فاتقلب عن الحمار على قفاه، رأس في الأرض ورجلاه في المسماء وقد رجع ذيله غلى رأسه وبقيت عورته كلها اكشوفة إلى الناس، ثم حركت الحمار فكأن الأرض ابتلعتها أو السما فعتها، فلم يدر اين ذهبت ولقي رجل زان ببغداد امرأة منهن فتعرض لها فلم تلتفت اليه، فأحب ان يظهر لها اتمساع حاله، فرد بده إلى رأسه وأخرج من عمامته كاغدة كبيرة فيها قراصة(26) ذهب، فقال لها: (تفضلي بقبول هذه)، فقالت له: (ما اتعامل في بلدنا بكامخ) (27)، تعني أن رأسه قرعة ، وذلك أن الكامخ في اببداد إنما يجعل في القرع المجوف.
صفحه ۱۱۶