ولاعبه سقطت تلك السمات، وزالت عنه الأوصاف المستقبحات وقبلقه الأنفس والفته الأرواح وخف على القلوب وتمكنت مودته في الصدور، فكثر اديقه وقل عدوه وتوفر عليه أجره وثوابه من حيث لا يناله أذى ولا تصيبه سكنة ولا تلحقه ذلة، بل يستقبل الفوائد السنية(4)، من طيب العيش اولذة المداعبة، ويغتنم الذكر الجميل.
افيه من باب توفير الأموال والبقاء على النعم ، من غير أن يأخذ الانسان نفسه بنقص. في مؤونته ولا إخلال بفرصة لذته.
إعلم أن الملوك لا يخلو أحدهم من نديم يصفع قدامه ويلعب بين يديه.
ايره ويؤنسه، لا يقنبع به باليسير من البرولا يستكثرله الكثير من الفضل، مع ما يحظى به ذلك النديم من التنعم معه، يأكل ما لم يسبق اباتخاذه، ويشرب ما لم يعن فيه ويشغل قلبه بمعافاته(5)، وسماع مالم خرج فيه درهمه ولا ديناره، واستخدام من لم يتلف بشرائه.
الفاذا اجتصع الإخوان المتواددون على هذا اللعب ولم يوجسوا( ادورهم منه، فلقي كل واحد منهم من اللذة أكثرما يبلغه صاحب النديم الذي وصفت، وربح ما يخسره ذلك من الصلة له والهبة والخلعة والعطية الجزيلة. حتى لو حسب مقدارذلك وحصل وقدر لكان يبلغ الربح فيه، على الاستظهار والتلطف، ألف دينار في السنة، فقد أغله ضيعة تساوي امسين ألف دينار قد أزال الله عن صاحبها عسف المسلطان وجور الععال وظلم المساح. وأسقط عنه مؤونة الأعمال والعمال وشغل القلب ابالبذر حتى يبلغ، وبالزرع حتى يطلع. وأنى بضيعة هذه صفتها، ومملكة ل هذه صورنها
صفحه ۵۵