Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
پژوهشگر
مازن سعد الزبيبي
ناشر
دار البيروتي
سال انتشار
۱۴۳۰ ه.ق
محل انتشار
دمشق
ژانرها
وبعد بيان الأقسام العشرة لمسألة القولين عند الشافعيّ ، وضرب الأمثلة الموضِّحة لها ، سأل نفسه سؤالاً ، قال : (فإن قيل: خبِرنا عما قال صاحبكم فيه القولين، هل كان على بصيرةٍ يعلمُ الحقَّ على الباطل؟! فإنْ قلتم : لم يتبيَّنْ له ذلك ، فهذا حدُّ الجاهل، ومن قد حار في الشبه والتلبيس، وإنْ كان قد تبيَّن له الحقُّ فيها فكيف استجازَ لنفسِهِ أن يحتجَّ للباطلِ على الحقِّ ، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَآَئنِينَ خَصِيمًا﴾ [النساء: ١٠٥].
أجاب عن هذا التساؤل (١) بذكر شواهدَ من القرآن والسنَّة ، تردُّ دعوى هؤلاء عليهم ، ونقل من كتبهم مسائل تردُّ دعواهم فقال: (وكيف يستجيز إنكار ذلك من كان كتب صاحبه محشوةً بتخريج المسألة على قولين، أحدهما: القياس، والآخر: الاستحسان) (٢) ، وقد أفرد باباً قبل نهاية الكتاب، ذكر فيه بعض المسائل الّتي اختلف فيها قول المخالف (يعني من الحنفيّة).
وعرض شبهاً كثيرةً وتساؤلاتٍ ، وردّ عليها بشواهد من القرآن والسنَّة ، وذكر أمثلةً من كتب المعترضين تردُّ عليهم دعواهم، وفي نهاية الباب قسَّمَ المتعلِّمين إلى ثلاث منازل، فقال (٣) : (والناس في العلم على ثلاث منازل:
فمن عرف وجه الحقِّ، فهو عالم.
ومن عرف الاختلاف ووجوه الاحتمال، فهو فقيه.
ومن وَضُحَ له ذلك حتَّى نَزَّل وجوه الاحتمال منازلها ورتَّب المشكلات مراتبها، فهو حكيم).
(١) انظر في هذا الكتاب ص١٣٦.
(٢) انظر ص١٣٦.
(٣) انظر ص١٤٩.
44