(8) -[8] نا طاهر بن محمد، قال: نا هشام بن عمار، قال: نا الوليد بن مسلم، قال: نا همام بن سعد المديني، عن بسر بن قيس التغلبي، عن أبيه، قال: كنت أجالس أبا الدرداء بدمشق، وكان بدمشق رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: سهل بن الحنظلية، وكان رجلا متوحدا لا يكاد يجالس الناس، إنما هو في صلاة وذكر من حين يدخل المسجد حتى يخرج، فمر بنا ذات يوم فسلم فرددنا، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: " مثل المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط كفيه بالصدقة لا يقبضها ".قال: ثم مر بنا يوما آخر فسلم فرددنا، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: " نعم الفتى خريم الأسدي لولا طول جمته، وإسبال إزاره "، فبلغ ذلك خريما، فجعل فأخذ شفرة فجز بها شعره، وشمر قميصه إلى أنصاف ساقيه، فدخلت مع أبي، على معاوية بن أبي سفيان، ومعه على السرير شيخ جالس له جميمة قد بدت منها شحمة أذنه وقد شمر قميصه، فقالوا: هذا خريم الأسدي صاحب رسول الله صلى الله عليه. ثم مر بنا يوما آخر فسلم فرددنا، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: نعم، قفلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض غزواته فلما دنونا من المدينة، قال: " إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا من لباسكم، وأصلحوا من هيأتكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ".قال: ثم مر بنا يوما آخر فسلم فرددنا، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: نعم، بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلقينا العدو فحمل فلان فضرب، ثم قال: خذها مني وأنا الغلام الغفاري، فقال رجل من أهل المجلس: ما أراه إلا قد أبطل أجره، فتكلمنا في ذلك حتى سمعنا رسول الله صلى الله عليه، فقال: " سبحان الله، وما بأس أن يؤجر ويحمد ".فجثا أبو الدرداء على ركبتيه، ثم قال: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه؟ قال: نعم، قال: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه؟ قال: نعم، قال: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه؟ قال: نعم، قال: فتبشر أبو الدرداء بذلك جدا (9) -[9] نا طاهر بن محمد، قال: نا هشام بن عمار، قال: نا الوليد بن مسلم، قال: نا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، قال: حدثني عيسى بن طلحة، قال: حدثتني عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه: " لو يعلم الناس ما في صلاة الغداة والعتمة لأتوهما ولو حبوا "
صفحه ۱۱