نشوء اللغة العربیة ونموها واکتهالها
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
ژانرها
الماموسة:
وجاء في ديوان ابن مكرم في مادة «م م س»: ماموسة: من أسماء النار، قال ابن أحمر:
تطايح الطل عن أردانها صعدا
كما تطايح عن ماموسة الشرر
قيل: أراد بماموسة: النار، وقيل: هي النار بالرومية، وجعلها معرفة غير منصرفة، ورواه بعضهم: «عن مانوسة الشرر»، وقال ابن الأعرابي: «المانوسة: النار.» ا.ه.
وهذه المادة من أول كلمة فيها إلى آخر ما فيها مأخوذة حرفا بحرف من التهذيب لأبي منصور، وهل رأيت فيها كلمة يصرح بها أنها منقولة عن التهذيب؟ كلا، لكنك إذا أخذت التهذيب بيد واحدة واللسان بيد ثانية وقابلت بين النصين، اتضح لك صدق كلامنا.
إذن يقول لنا الأزهري: إن «ماموسة» أو «مانوسة» بمعنى النار مأخوذة من الرومية فما عسى أن تكون الرومية المباركة التي تمن علينا دائما بفك الطلاسم وحل الألغاز؟ فلنستشر الفيروزآبادي قبل أن نلتمس لها روميتها، قال المجد في «م م س»: «الماموسة: الحمقاء الخرقاء، والنار، وموضعها، كالماموس فيهما.»
وقال في «ا ن س»: «الأنيسة بهاء: النار كالمانوسة.» ا.ه. فاجتمع عندنا ثلاثة ألفاظ بمعنى واحد وهي: الأنيسة، والمانوسة، والماموسة، فأي منهن الأصل؟ قلنا تلكم التي تتصف بأقل الأحرف أي: أنيسة، فتكون روميتها
IGNIS
التي إذا نطقنا بها على الطريقة الرومية نقول: «إنيس»، ثم كسعت بالهاء؛ لكي لا تختلط بالأنيس، فعيل من الأنس، فقيل: «أنيسة»، ولما كانت أنيسة هنا بمعنى يؤنس إليها أي بمعنى مفعولة قالوا: «مانوسة»، ثم قيل: «ماموسة»، على لغة من يجعل الميم نونا بعض الأحيان، فقيل: ماموسة.
صفحه نامشخص