نشوء اللغة العربیة ونموها واکتهالها
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
ژانرها
أي عال، أو قائم في العلو أو مشرف، ومنها عندهم
SUPERI
أي أهل عليين أو العلويون، أو آلهة السماء، أو بعبارة مألوفة «الشرفاء»؛ لإشرافهم من فوق السماء على أهل الأرض.
فأنت ترى من هذا أن أحرف اللاتينية ثلاثة في الأصل، هي
SPR
أي «س ف ر»، وبالقلب المكاني «س ر ف»، ومنها يشتق «السرف» أو «الشرف»؛ إذ لم يكن فرق عند قدماء القبائل بين المهملة والمعجمة؛ لأن إحداهما كانت لغة قوم، والثانية لغة قوم آخرين.
ومن الكلمة اللاتينية تتركب عشرات من الكلم، وكلها تفيد العلو والسمو والشرف والإشراف، وكذلك نرى في لغتنا، «فالسرف» بالسين المهملة على ما في كتبنا: «السرف» ضد القصد، والإغفال، والخطأ، ومن الخمر ضراوتها، والشرف، ومنه الحديث: «لا ينتهب الرجل نهبة ذات سرف وهو مؤمن.» أي ذات شرف وقدر كبير، وروي بالشين والمعنى واحد.
و«سرفت» الأم ولدها: أفسدته بسرف اللبن.
و«السروف»: الشديد العظيم، ومنه السروف، وهو من أرواح السماء من زمرة الملائكة، والكلمة مشتركة في العبرية وسائر اللغى السامية، وقد اختلف الحذاق في معناها ، إلا أن للمعنى السامي مكانته العليا، فلا تنفي تآويلهم المتباينة معنى التركيب الأصلي، ويقال في «سروف»: «إسرافيل» و«إسرافين» باللام وبالنون ، والسروف ينطق بها النصارى واليهود، وأما إسرافيل وإسرافين فينطق بها المسلمون على ما هو مشهور.
ويقال: ذهب الماء «سرفا» محركة؛ أي فاض من نواحيه.
صفحه نامشخص