============================================================
علما أنني كنت - في خلال ذلك - قد كلفت الأخ الكريم الدكتور محمود بندر العيساوي ليأتي لي بنسخة الأزهر في أثناء رحلته إلى مصر، إلا أنه لم يوفق لذلك بسبب إعادة ترميم بناء المكتبة.
ولما انتهيت من طبع النسخة المسودة المحققة وصلتني النسخة الثالثة عن طريق أخي الحبيب الدكتور حسين غازي السامرائي فقد جاء لي بها في أثناء رحلته إلى مصر، وقد تسبب وصولها في هذا الوقت بصعوبات جمة أهمها أنني قد انتهيت من كل شيء في التحقيق وعلى أبواب تسليمها إلى الكلية، وكذلك وجود اختلاف وسقط كبيرين وزيادات مهمة أدت إلى إعادة المقابلة، فقمت بذلك كله مع صعوبته في هذا الوقت خدمة للكتاب وإتماما للفائدة والتحقيق: وقد اشتمل الكتاب على قسمين كان القسم الأول منهما في دراسة المؤلف والمؤلف، واشتمل على فصلين تضمن الفصل الأول منهما نشأة البقاعي وحياته العلمية والعملية، وجاء فيه مبحثان تكرس الأول في دراسة حياته وسيرته في مطالب سبعة، بحثت فيها اسمه، وكنيته، ولقبه، ونسبه، وولادته، ونشأته، ثم وفاته أما الثاني منهما فكان في حياته العلمية والعملية وقد اصطفت فيه سبعة مطالب بحثت فيها رحلاته، ووظائفه ومصنفاته، وأقوال العلماء فيه، وميزات شخصيته، وشيوخه، ثم تلامذته، وكان النصيب الوافر في هذا المبحث لمصنفاته الكثيرة التي أجهدت فيها نفسي لكي أقدم لها دراسة وافية أشير فيها إلى المطبوع منها والمخطوط والمفقود.
أما الفصل الثاني فكان في دراسة كتاب البقاعي" النكت والفوائد على شرح العقائد" وقد اشتمل على أربعة مباحث، جاء الأول منها في دراسة صاحبي الشرح والمتن الذي بنى البقاعي عليهما كتابه، وكان في ثلاثة مطالب لخصت في الأول حياة التفتازاني، وأوجزت في الثاني حياة التسفي، وقدمت في الثالث دراسة - عسى أن تكون وافية - عن العقائد النسفية وشرحها تناولت فيه الشروح التي ألفت على متن العقائد النسفية، والحواشي والشروح والدراسات التي اهتمت بشرح العقائد.
أما المبحث الثاني فكان في دراسة كتاب النكت والفوائد، وقد اشتمل على أربعة مطالب جاء الأول منها في اسم الكتاب وسبب تأليفه وصحة نسبته إليه، والثاني في وصف الكتاب ونمط الكتابة فيه، والثالث في المنهج المتبع في التحقيق، والرابع في النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب.
وبينت في المبحث الثالث منهج البقاعي في كتابه هذا، وقد تضمن أربعة مطالب جاء الأول في منهجه في الكتاب والثاني في أبرز سماته الذي يعد مبينا لآراء البقاعي ترجيحا وموافقة أو مخالفة وردا، وتضمن الثالث بيان بعض الأمور السلبية التي - ربما - تعد هفوات، وجل من
صفحه ۷