============================================================
النكت والفواند عاى شرح العاقد ثالثا: تشأته وحياته : عاش التفتازاني أول أمره في مكان ولادته وهي قرية تفتازان التابعة لمدينة نسا الواقعة في خراسان المحيطة بها سرخس ومرو ونيسابور، وكانت مدينة نسا محط رحال الذين يرومون حفظ القرآن ودراسة الفقه، فما كان منه إلا أن ينتقل إليها ليتلقى تعليمه فيها، انتقل بعدها فجأة إلى سمرقند لينضم إلى طلبة العضد الايجي، كان التفتازاني يضرب به المثل بالبلادة وقتها إلا أنه لم ييأس ولم يتراجع عن طلب العلم بسبب سوء فهمه بل كان كثير الاجتهاد حتى إذا كان عام 742 هاتتقل إلى جرجيا فاستقر بها عاكفا على التأليف والتصنيف، وأصبح له طلاب يتتلمذون على يديه ، وفي العام 748 ه ارتحل إلى هراة وهي من أمهات مدن خراسان، وفي العام 752 ه انتقل إلى بلدة جام من أعمال خراسان ، واستمر - رحمه الله - في حله وترحاله حتى وصل إلى خوارزم عام 768ه وفي العام 780 ه أرسله تيمور لنك إلى سرخس بناء على طلب أحد قواده لكنه عاد فاستقدمه إلى سمرقند عندما علم بمكانته العلمية، وعامله معاملة كريمة، وفي العام 784 ه غادر سمرقند إلى سرخس ولكنه لم يطل مقامه فيها لأن نفسه تتوق إلى ماء النهر العذب والقنوات التي منه والبساتين التي تعلو أبنية مدينة سمرقند فعاد إليها، وهو بين ذلك كله ألف المؤلفات التي عمت فائدتها كل طلبة العلم وفي كل مجالات العلم واختصاصاته (1).
رابعا: شيوخه: لقد تتلمذ التفتازاني على مشايخ عصره الذين كان يوثق بعلمهم، ولهم اليد الطولى في صنوف العلم مما جعله نجما لامعا ذا صيت حسن ومقبول، منهم : 1 - عضد الدين الايجي : عبد الرحمن ابن ركن الدين عبد الغفار البكري ، الفقيه الشافعي، والمتكلم الأشعري، كان إماما في المعقول، قائما بالأصول والمعاني والعربية، مشاركا في الفنون، وكتابه المواقف أشهر من أن يعرف به "ت 756 ه 0(2).
(1) ينظر : الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني :4/ 340، بغية الوعاة للسيوطي :2/ 285 ، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده:1 / 205، كشف الظنون لحاجي خليفة :1/ 67، 833، شذرات الذهب لاين المماد : 319/6 - 332، البدر الطالع للشوكاني :2/ 303 ، الفوائد البهية للكنوي :112 ، هدية العارفين لإسماعيل باشا: 2/ 429، 430، المنجد في اللغة والأعلام، القسم الثاني، 77/ .
(2) الدرر الكامتة لابن حجر:2/ 430، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي : 6/ 108 .
صفحه ۵۶