نکت و عیون
النكت والعيون
ویرایشگر
السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
ناشر
دار الكتب العلمية
محل انتشار
بيروت / لبنان
والذي أقوله فيما أضمره وحدّث به نفسه ولم يفعله إنه مُؤَاخَذ بمأثم الإعتقاد دون الفعل، إلا أن يكون كَفُّه عن الفعل ندمًا، فالندم توبة تمحص عنه مأثم الإعتقاد. قوله ﷿: ﴿ءَامَنَ الرَّسُولُ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ﴾ أما إيمان الرسول فيكون بأمرين: تحمُّل الرسالة، وإِبْلاَغ الأمة، وأما إيمان المؤمنين فيكون بالتصديق والعمل. ﴿كُلٌّءَامَنَ باللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾. والإِيمان بالله يكون بأمرين: بتوحيده، وقبول ما أنزل على رسوله. وفي الإِيمان بالملائكة وجهان: أحدهما: الإِيمان بأنهم رسل الله إلى أنبيائه. والثاني: الإِيمان بأن كل نفس منهم رقيب وشهيد. ﴿وَكُتُبِهِ﴾ قراءة الجمهور وقرأ حمزة: ﴿وكِتَابِهِ﴾ فمن قرأ ﴿وَكُتُبِهِ﴾ فالمراد به جميع ما أنزل الله منها على أنبيائه. ومن قرأ: ﴿وَكِتَابِهِ﴾ ففيه وجهان: أحدهما: أنه عنى القرآن خاصة. والثاني: أنه أراد الجنس، فيكون معناه بمعنى الأول وأنه أراد جميع الكتب والإِيمان بها والاعتراف بنزولها من الله على أنبيائه. وفي لزوم العمل بما فيها ما لم يرد نسخ قولان: ثم فيما تقدم ذكره من إيمان الرسول والمؤمنين - وإن خرج مخرج الخبر - قولان: أحدهما: أن المراد به مدحهم بما أخبر من إيمانهم. والثاني: أن المراد به أنه يقتدي بهم مَنْ سواهم. ثم قال تعالى: ﴿لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾ يعني في أن يؤمن ببعضهم
1 / 362