فالجواب: الدليل على ذلك أن العرض مفتقر إلى غيره فيكون ممكنا وواجب الوجود ليس بممكن فلا يكون عرضا.
فإن قيل: موجد الحوادث في محل أو (1) جهة أم لا؟
فالجواب: ليس في محل ولا في جهة.
فإن قيل: ما حد المحل وما حد الجهة؟
فالجواب: المحل عبارة عن المتحيز (2) الذي تحله الأعراض. والجهة هي المتعلق للإشارة (3) الحسية ومقصد المتحرك الأيني.
فإن قيل: ما الدليل على أنه تعالى ليس في محل ولا في جهة؟
فالجواب: الدليل على ذلك أنه لو حل في محل أو جهة لكان مفتقرا إليهما (4) فلا يكون واجب الوجود لذاته وقد ثبت أنه تعالى واجب الوجود لذاته فلا يكون في محل ولا في جهة.
فإن قيل: موجد الحوادث متحد بغيره أم لا؟
فالجواب: ليس متحدا بغيره.
فإن قيل: ما حد الاتحاد؟
فالجواب: (5) الاتحاد صيرورة شيئين شيئا واحدا من غير زيادة ولا نقصان.
فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى لا يتحد بغيره؟
فالجواب: الدليل على ذلك من وجهين: أما الأول فلأن الاتحاد غير
صفحه ۲۹