قوله: (وحب ذا، أصله "حبب" و"ذا" فاعل)، أختار أنها باقية على الفعلية، وأن "ذا" اسم إشارة فاعل، "يحب" لأن الأصل عدم التركيب، خلافا لمن زعم أنها مركبة وغلب الفعل لسبقه فأعرب "حبذا" كلها فعلا ماضيا و "زيذ" فاعل به ولمن غلب الاسم على الفعل وجعله كله اسما مرفوعا(1) ومعناه. المعظم في نفسي زيد. . وإنما غلب الاسم لأنه الأصل في الكلام ووتعربه على هذا مبتدا. و"زيد" خبره، أو "زيد" مبتدا، و"حبذا" خبره مقدما عليه. وقد عزا ابن عصفور وابن أبي الربيع هذا المذهب إلى سيبويه(2) والمذهب الأول مذهب ابن درستويه وقال شيخنا وأستاذنا أبوجعفر بن الزبير(3): هذا ظاهر مذهب سيبويه، لأنه شبهه بابن عم(4). وهذا يدل على أن كل واحد منهما باق على إعرابه الذي كان له في الأصل، و"زيذ" على هذا المذهب مبتدأ والجملة من الفعل والفاعل في موضع الخبر، والرابط اسم الإشارة، كقوله تعالى: {ولباس التقوى ذلك خير)(5) وقد أجازوا أن يكون مبتدأ محذوف الخبر أو عكسه كمخصوص "نعم" ومنهم من أعربه عطف بيان ومنهم من أعربه بدلا وليسا بشي للزوم ذكر "زيد" وعدم لزوم عطف البيان والبدل.
قوله: (ولا يتغير بحسب مشار) إما على مذهب التركيب فظاهر، وإما على ما اخترناه فلأنه جرى مجرى المثل . والأمثال لا تغير عن وضعها الأول.
انظر: الأصول لابن السراج 135/1 "... ثم جعلت حب وذا اسما فصار مبتدأ ولزم طريقة واحدة.
انظر: الكتاب، 302/1.
أحمد بن عبد النور أبوجعفر المالقي النحوي، كان عالما بالنحو. مات سنة 702ه، انظر: بغية الوعاة 333/1.
في الكتاب لسيبويه 302/1، ولكن "ذا وحب" بمنزلة كلمة واحدة نحو "لولا" وهو (1) (2) (3) اسم مرفوع كما تقول يا ابن عم (4) (5) من سورة الأعراف: 26.
صفحه نامشخص